أجرت الحكومة الألمانية أول اتصال غير مباشر مع خاطفي عالمة الآثار سوزانة أوستهوف وسائقها بعد مرور ثلاثة أسابيع تقريباً على عملية الخطف شمال العراق. وحسب معلومات الخبير في شؤون الارهاب إلمار تيفيسن الذي كان يتحدث أمس الى تلفزيون القناة الثانية"زد دي إف"فإن الحكومة تمكنت من اجراء اتصال مع الخاطفين للمرة الأولى عن طريق"وسطاء"لم تحدد هويتهم. وتعيش اوستهوف منذ سنين عدة في العراق، وكانت متزوجة من عراقي ولها بنت وتتكلم العربية بطلاقة. وإضافة الى عملها في مجال الآثار ساهمت اوستهوف على مدى السنوات الماضية في ايصال المساعدات الطبية والانسانية الى العراقيين من المانيا. وتلقت في الأشهر الماضية تحذيرات بسبب ترددها على شمال العراق واهتمامها بفتح مركز ثفافي يهتم بالآثار الموجودة هناك. وقال خبير الارهاب تيغيسن للقناة الثانية ان ممثلي الحكومة الألمانية في العراق أجروا اتصالات مع عدد من الأطراف والشخصيات العراقية التي يمكن ان تلعب دور الوساطة مع الخاطفين. وأضاف أن بين هؤلاء رجال دين سنّة وشيعة ومحسوبين على نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وتابع ان معلوماته تفيد بأن"صلة وصل وجدت فعلاً عن طريق أشخاص لديهم اتصال مع الخاطفين". ورفض ناطق باسم وزارة الخارجية تأكيد المعلومات، لكنه لم يشأ النفي ايضاً قائلاً:"ان برلين لا تريد تعريض المخطوفين للخطر"، وعلم من مصدر حكومي مطلع ان الاتصال الذي حصل"هو أول اشارة تفيد ان اوستهوف وسائقها مازالا على قيد الحياة". وعلم أيضاً أن"هيئة الطوارئ"المشكلة في وزارة الخارجية منذ عملية الخطف اجتمعت أمس للبحث في آخر التطورات والمعلومات والتداول في سيناريوات الحل الممكن. وسارت مساء أمس تظاهرة في وسط برلين شارك فيها أكثر من الفي شخص تضامناً مع اوستهوف للمطالبة بالافراج عنها وعن سائقها، تحدثت فيها نائبة رئيس البرلمان الاتحادي غورينغ ايكهرت وشقيقة المخطوفة أنيا اوستهوف ودعت الى التظاهرة رابطة الجالية التركية بطلب من عائلة المخطوفة، للتعبير عن رفض المسلمين في المانيا للأعمال الارهابية. وفي منطقة سكن العائلة في ولاية بافاريا احتج على الخطف قبل يومين مئات عدة من الالمان حاملين الشمع. واشتكت أخت المخطوفة من النقص في التضامن مع شقيقتها من جانب الالمان الذين ناشدتهم المزيد من التعاطف والنزول الى الشارع لإسماع الخاطفين أصواتهم المنددة.