من المؤسف جداً ان يدعو بعض الصحافيين الفلسطينيين الذين يهتمون بنشر مقالاتهم في"الحياة"الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الى الابتعاد عن قضايا التضامن مع امتهم حين تستجد ظروف تستدعي منهم ذلك. ويبدو ان ممدوح نوفل اراد ان يكون من بين هؤلاء الصحافيين الحياة 8/11/2005، متناسياً ان هذه الأمة العربية، خصوصاً في مصر وسورية ولبنان، لم تتعرض اراضيها للاحتلال ولم تقدم الضحايا والشهداء إلا في سياق دعمها لقضية الشعب الفلسطيني وأهدافه المشروعة في وطنه. وحين تتعرض سورية ولبنان الآن لمؤامرة ميليس يطالب نوفل ان يتخلى الفلسطينيون عن لبنان وعن سورية، والشعب السوري واللبناني يواجه اخطر مؤامرة وكأن نوفل يدعونا الى الوقوف مع المؤامرة. وهو يتجاهل ان سورية ولبنان والقوى الوطنية والقومية فيها تندد باغتيال الحريري على غرار الجميع وتتطلع الى كشف الحقيقة لكن هذه القوى تعلن يومياً انها تقف ضد كل استغلال سياسي لتقرير ميليس، وتحويله الى مؤامرة ضد سورية قيادة وشعباً وضد لبنان بقيادته الوطنية والإسلامية وشعبه الشقيق. ولا ندري لماذا تغافل عن مواضيع مهمة على جدول العمل الفلسطيني ضد اسرائيل ومجازرها وتوسعها واختار التعقيب بهذه الطريقة على جبهة قدمت آلاف الشهداء من اجل قضية هذا الشعب وحررت اكثر من 200 معتقل من سجون الاحتلال لو لم تحررهم لظلوا حتى الآن رهن الاعتقال منذ ما يزيد على 37 عاماً. ونريد هنا ان نذكر نوفل بأن هذه الجبهة ليست"جماعة جبريل"وأن ابو مازن نفسه كان قبل ايام قد تحدث هاتفياً مع السيد خالد الفاهوم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سابقاً. وقال له ان أي خطر تتعرض له سورية سيلحق اضراراً كبيرة بالنضال الفلسطيني وقضية شعب فلسطين. ويبدو ان نوفل لا تصله مثل هذه الأنباء ولا يعتمد في النهاية إلا على صحف تتجاهل هذه الحقائق. او انه يتجاهلها هو. لقد تعرضت القضية الفلسطينية الى المطبات والمخاطر حين بدأت تظهر شعارات"القرار الفلسطيني المستقل"التي اسيء استخدامها الى حد جرف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية نحو اتفاقات منفردة مع اسرائيل وتنازلات ألحقت الأضرار بمستقبل القضية، ومن خلال هذا الشعار بدأ الكثيرون من الحكام والقادة العرب بإزالة عبء القضية الفلسطينية عن كاهلهم، واعتبروا انفسهم خارج تقديم الدعم والتضامن لهذه القضية. وفي النهاية يشعر المرء بالألم الشديد من رأي صحافي، كهذا الذي كتبه ممدوح نوفل الذي يرى في وقوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة - الى جانب سورية مذمة، مع اننا نعتبر ذلك واجباً فلسطينياً اولاً، ووفاء لدولة قدمت من التضحيات لمصلحة شعبنا. ويجب ان نذكر ان الجولان السوري وقع تحت الاحتلال من جراء الصراع العربي - الإسرائيلي الذي هو جوهر القضية الفلسطينية وليس من جراء صراع سوري - اسرائيلي. لا تخفي الجبهة ازدراءها، شأن سائر القوى الحية والمستنيرة في امتنا، لتقرير ميليس ورفضها له باعتباره اداة الهجمة الأميركية - الصهيونية ضد امتنا. ان وقوف الجبهة وحفاظها على مواقعها العسكرية في لبنان ليس تدخلاً في الشأن اللبناني بل هو من اجل حماية الشعب الفلسطيني اولاً ومن اجل الدفاع عن حق العودة. فإذا كان ممدوح نوفل يعتقد بأن الصراع العربي - الإسرائيلي قد انتهى، فإننا لا نراه كذلك، علماً انه حتى الحل المرحلي الذي عدلوا عليه كثيراً لم ينجز بعد. فالدولة الفلسطينية كاملة السيادة على ما احتل عام 1967 لم تقم بعد، وما زالت المستوطنات تفترس المزيد من الأراضي، وما زال تهويد القدس جارياً على قدم وساق، وما زالت الاغتيالات الإسرائيلية لمناضلينا قائمة. كنا نتمنى ان يقرأ ممدوح نوفل موقف جبهتنا في شأن الوجود الفلسطيني في لبنان قراءة صحيحة ونزيهة، وليست قراءة مغرضة تقدم فواتير لمن ينتظرها. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة