استعاد رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون، بعد الانتصار الذي حققه داخل حزبه"ليكود"على خصمه اللدود بنيامين نتانياهو ومعسكر المتمردين في التصويت ضد تبكير موعد انتخاب زعيم للحزب،"حيويته"ليشرع"البلدوزر"من جديد في ترتيب الأوراق على هواه غير عابئ بمعارضيه، في مسعى الى ضمان بقائه في الحكم لولاية أخرى حتى العام 2010. وتصدّر الغزل المتجدد بين شارون والأحزاب الدينية المتزمتة اهتمامات الصحف العبرية امس في أعقاب اجتماعات عقدها شارون مع قادة حركة"شاس"الدينية الشرقية المتشددة تمخضت عن وعود ب"احترام السبت"ومنع شركات حكومية من العمل في السبوت، وتعهدات بمدّ المتدينين بمزيد من الموازنات الحكومية لقاء دعمهم مشروع الموازنة للعام المقبل وتأمين غالبية برلمانية له. ورأت الأحزاب العلمانية في ما وصفته"خنوع"شارون للمتدينين، عودة الى أيام الإكراه الديني، ووصفت المتدينين ب"طفيليين"يعتاشون على حساب الدولة، إذ يتفرغون لدراسة التوراة، كما يتم اعفاؤهم من الخدمة العسكرية ومن الضرائب. لكن الانتقادات لم تؤثر في شارون الذي قرر، على ما يبدو، عدم الرهان على حزبه وانتظار"منّة"المتمردين لدى التصويت على اقتراحات حكومية في الكنيست. وعشية بدء دورتها الشتوية ونية شارون تعيين القائم بأعماله ايهود أولمرت وزيراً للمال ونائبين آخرين من معسكره وزيرين، فإنه يحتاج الى غالبية برلمانية يفضل أن يحصل عليها عبر الحركات الدينية المتزمتة، على أن يبقى متأرجحاً بين مزاج نتانياهو ومعسكره وبين معسكر المتمردين الذي يشكل أعضاؤه نحو نصف عدد نواب"ليكود"في الكنيست. الى ذلك، يعوّل شارون على الشرخ الحاصل في صفوف"المتمردين"وخيبة أملهم من نتانياهو، إذ يحمله بعضهم مسؤولية الفشل في تقديم الانتخابات لزعامة"ليكود". وساوى عدد من هؤلاء بين نتانياهو وزعيم"العمل"شمعون بيريز من حيث خسارة كل منهما معظم المعارك الانتخابية التي خاضها. ووفقاً لتقارير صحافية، فإن عدداً من"المتمردين"أخذ يراجع حساباته وبدأ يلمح الى إمكان التعامل مع شارون.الا انه اعتماداً على أوساط قريبة من شارون، فإنه ليس معنياً الآن في ابداء التسامح تجاه قادة"المتمردين"ومنهم الوزيران داني نافيه وليمور لفنات.