تحولت مدينة نالتشيك عاصمة جمهورية كاباردينا بالكاري جنوبروسيا امس، ساحة مواجهات بين متطرفين من انصار القائد الشيشاني شامل باسايف والقوات الفيديرالية التي فرضت طوقاً محكماً على المنطقة لتصفية المسلحين او اعتقالهم، بموجب اوامر الرئيس فلاديمير بوتين. راجع ص8 وحتى ساعة متقدمة مساء امس، استمرت المواجهات بين المسلحين الذين تحصنوا في مقار رسمية ومعهم عدد غير معروف من الرهائن، وقوى الامن التي طوقت تلك المقار. وتحدثت تقارير عن سقوط 60 قتيلاً على الاقل بينهم مدنيون ورجال امن، فيما قتلت القوات الفيديرالية نحو 20 مهاجماً واعتقلت آخرين. وأعلنت مصادر الانفصاليين الشيشان ان هذه العملية تعد الاضخم من نوعها في القوقاز منذ 18 شهراً، نفذتها مجموعة"اليرموك"التي كانت نشطت في هذه الجمهورية القوقازية المتمتعة بحكم ذاتي داخل الاتحاد الروسي. وتأتمر تلك المجموعة مباشرة بأوامر القائد الانفصالي الشيشاني شامل باسايف المسؤول عن عدد من العمليات التي استهدفت روسيا، ابرزها احتجاز رهائن في مسرح موسكو عام 2002. وتمكن المهاجمون الذين قدرت تقارير عددهم ب 150 - 300 عنصر، مسلحين تسليحاً جيداً ويتنقلون في سيارات مدنية، من السيطرة على مطار المدينة لفترة قصيرة صباحاً، ثم هاجموا ثكنة عسكرية مجاورة حيث استولوا على كميات كبيرة من الذخائر. وأشارت جهات امنية محلية الى ان الهجمات طاولت مباني تابعة لوزارة الداخلية ومقر جهاز الاستخبارات وحرس الحدود وشرطة المرور وثلاثة مخافر للامن الداخلي، اضافة الى مبنى السجن المركزي في الجمهورية. كما اشارت تقارير الى سيطرة المقاتلين على مبنى التلفزيون المحلي وتدميرهم مبنى احدى شركات الاتصالات الهاتفية. وقال مسؤولون محليون ان الهجمات الشاملة اربكت القوات الفيديرالية بشدة واثارت"حالاً من الفوضى والدمار في كل انحاء المدينة"، في ظل نقص في المعلومات اجبر الحكومة على اعتماد التفاصيل التي تذيعها الوكالات الاجنبية. وسادت حال من الذعر في المدينة، خصوصاً ان التبادل الكثيف للنار استمر طيلة ساعات النهار في كل انحائها. وافاد شهود انهم رأوا"جثثاً في الشوارع". تزامن ذلك مع محاولات جماعية للفرار من المنطقة، فيما تخوفت السلطات الروسية من ان يندس المسلحون بين المدنيين الفارين. وزادت حال الرعب، تقارير عن سيطرة المسلحين على مدرسة وسط المدينة واحتجاز رهائن فيها، ما ذكّر بمأساة مدرسة بيسلان قبل سنة. وعلى رغم نفي السلطات الروسية هذه الانباء، فان مدرسين نجوا من الموت قالوا في اتصالات مع محطات اذاعة مستقلة ان تبادلاً كثيفاً للنار وقع داخل المدرسة، لكنهم تمكنوا من اجلاء مئات التلاميذ قبل سيطرة المقاتلين على المبنى. وذكرت مصادر رسمية بعد ذلك ان قوات الامن اقتحمت المدرسة وأجلت من كان فيها. واضطرت موسكو الى ارسال تعزيزات الى المدينة، قوامها مدرعات ودبابات، اضافة الى وحدات النخبة التابعة لوزارة الدفاع. وعلى رغم اعلان الاجهزة الامنية استعادة السيطرة على الاوضاع فان سكاناً قالوا ان وحدات روسية انتشرت وسط نالتشيك ووجهت نداءات عبر مكبرات صوت للأهالي لاخلاء الاحياء، في مؤشر الى استمرار سيطرة المقاتلين على مناطق عدة في المدينة.