يعشق كثر اقتناء التحف والمفروشات والعاديات واللوحات القديمة النادرة لتذكرهم بزمن جميل بكل ما يحمله من أصالة ورصافة مهما تبدلت الأشياء وتطور العصر. وكانت صالات المزادات في مصر تحظى بإقبال كبير طوال السنوات الماضية، إلا أن الحال الاقتصادية والنقص في السيولة خففت من اقبال المصريين على هذه الصالات المنتشرة في محافظة القاهرة والجيزة لشراء ما يرغبون به من الأثاث والتحف النادرة التي تزين القصور والمسارح والفيلات والمنازل العتيقة وغيرها من الأماكن الأخرى. ولمعرفة اسرار صالات المزادات التي يقبل عليها بشكل خاص الفنانون والشخصيات البارزة في المجتمع، زارت "الحياة" بعضاً منها للتعرف الى شروط المشاركة في المزادات ولماذا يتراجع دورها حالياً. وقال محمود السيد صاحب أحد المعارض الشهيرة في وسط القاهرة إن شروط المشاركة في صالات المزادات التي يعلن عنها في الصحف يبدأ بتسديد نسبة 50 في المئة من قيمة المشتريات عند انتهاء المزاد، إضافة إلى نسبة 10 في المئة من قيمة السلعة المشتراة منها، وتحصل وزارة الشؤون الاجتماعية نسبة 5 في المئة من حجم مبيعات المزاد، و5 في المئة عمولة لصاحب الصالة. ويتحدد سعر التحف والمعروضات في صالات المزادات بحسب حالتها وتاريخ صنعها، فيتراوح سعر الغرامافون "الفونوغراف" بين 700 و1500 جنيه، ويصل سعر الراديو القديم إلى نحو 600 جنيه، والساعات القديمة تتراوح ما بين 500 و1000 جنيه والاسطوانات النادرة تختلف اسعارها بحسب حالتها وما تحويه، ولكن يرتفع سعر الفازات النادرة واللوحات التشكيلية. وقال عازف الناي السابق سمير فؤاد الذي احترف مهنة اقتناء ما هو قديم وهو مالك أحد المعارض الشهيرة في حي الزمالك لبيع التحف النادرة وشرائها أنه بدأ عمله في تجارة التحف وفن الديكور كهواية منذ أوائل الستينات، وكان يعمل في ذلك الوقت عازفاً للناي في الفرقة الموسيقية لإحياء الحفلات المختلفة، وأثناء استعداد الفرقة لبدء عملها كان يستهويه جمال آلة موسيقية أثرية قديمة، وعلى رغم الشهرة التي اكتسبها من خلال عمله كعازف للناي ومشاركته في حفلات اضواء المدينة التي شهدت مولد العديد من المطربين، إلا أنه قرر الاعتزال والاتجاه إلى جمع التحف وإقامة معرض دائم. ويحوي المعرض عدداً كبيراً من أجهزة الراديو القديمة والاسطوانات والموبيليا والفازات واللوحات الزيتية النادرة والآلات الموسيقية القديمة مثل القانون والناي والأرغون. ولم يتوقف نشاطه عند بيع المقتنيات وشرائها بل أقام مدرسة ملحقة بالمعرض لترميم اجهزة الفونوغراف وغيرها واصلاحها.