الكرفس نبات ينتمي الى الفصيلة الخيمية منبته الاصلي بلدان حوض البحر الابيض المتوسط. عرفه الاغريق وورد ذكره في ملحمة الاوديسة للشاعر اليوناني هوميروس الذي كتب فصولها في العام 850 قبل الميلاد. المصريون استعملوا اوراقه وبذوره وسيقانه في مطابخهم. وفي آسيا استعان شعبها بالكرفس لعلاج مرض ارتفاع الضغط الشرياني منذ قرون عدة، اما في الولاياتالمتحدة الاميركية فقد اسلم باحثوها بفائدة الكرفس الخافضة للضغط بفضل شخص واحد كان يشكو من المرض، فبعد ان وجد طبيبه ان مريضه يعاني ارقاماً عالية في ضغطه وصف له ان يأكل يومياً الكرفس وبعد مرور اسبوع على هذه الحال سجل الطبيب انخفاضاً صريحاً في ارقام الضغط عند مريضه، ومن يومها لفت الكرفس انتباه البحاثة فصاروا يدرسونه في مختبراتهم للبحث عن اسراره الصحية. وبالفعل لجأ العلماء في المختبر الى حقن الفئران بكميات صغيرة من مادة"بيوتوريل فتاليد"المستخلصة من الكرفس، وما ان مضت سبعة ايام على هذا المنوال حتى شاهد القائمون على التجربة بأن ارقام الضغط هبطت فعلاً عند الفئران بمعدل 12 الى 15 في المئة، وبعد اجراء التحريات اللازمة لكشف السر وجدوا ان مركب"الفتاليد"يعمل فعلاً على ارخاء العضلات الشريانية ما يؤدي الى توسع الأوعية وبالتالي الى انخفاض ارقام الضغط الشرياني، وأكثر من هذا فقد وجد البحاثة ان المركب السالف الذكر يعمل على خفض مستوى هرمونات"الكاتيكوامينات"التي ترفع ارقام الضغط الشرياني في حال زيادة افرازها في الدم والتي تحدث عادة اثر التعرض للضغوط النفسية. واذا اخذنا بما قاله بعض العلماء فإن سيقان الكرفس تحتوي على مركبات معقدة تحول دون استيطان داء السرطان. وتبين ان في الكرفس"مواد اسيتيلينية"تقف حجر عثرة امام نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها. اضافة الى هذا فالكرفس يحتوي على"حوامض فينولية"قادرة على تثبيط نشاط هرمونات بروستاغلاندين التي تحرّض على نمو الخلايا الورمية. والكرفس منجم يعج بالمعادن وفي مقدمها معدن البوتاسيوم المعروف بحسن نياته على القلب والأوعية الدموية. والى جانب البوتاسيوم هناك معدن الكالسيوم المهم للعظام والاسنان، ومعدن الحديد المقوي للدم، اضافة الى معادن اخرى كالفوسفور والصوديوم والنحاس واليود والمنغنيز والمعنيزيوم والسيلينيوم والكروم والفلور. اما من جهة الفيتامينات، فيوجد في الكرفس حفنة منها مثل الفيتامين C والفيتامين A والفيتامين B1 وB2 وB3 وB5 وB6 وB9، الى جانب الفيتامين E المهم للإخصاب. وبالنسبة الى الألياف فالكرفس غني بها، فمئة غرام منه تزودنا بخمس غرامات منها وهي كمية لها وزنها في تأمين حركة تيار المجرى المعوي، وبالتالي منع الاصابة بمرض العصر الإمساك. ويمتاز الكرفس عن غيره من الخضار بأنه لا يفقد عناصره المغذية خلال عملية الطبخ وهذا مهم على صعيد الصحة. ويمتاز ايضاً بأنه فاتح للشهية لأنه ينشّط الغدد اللعابية في الفم، والكرفس مدر للبول ومثير للشهوة الجنسية وهذه الاخيرة يمكن اشعالها باستعمال بذور الكرفس والفجل واللفت والجرجين بنسب متساوية مخلوطة بالعسل لصنع مزيج يؤخذ منه معلقتان الى ثلاث يومياً. علاجياً، يستعمل عصير الكرفس الغني بالمعادن والفيتامينات لمداواة فقر الدم، كما يلجأ لإضافة الخل لعصير الكرفس من اجل شفاء الفطور الجلدية وخصوصاً فطور القدمين، والمزيج ذاته يمكن ان يفيد في غسل الحروق والجروح وكفرغرة لعلاج التهاب اللوزات. ايضاً، فإن فعلي الكرفس مع البقدونس والبنفسيج المدعوم بقليل من السكر له اهمية في التخلص من الإمساك. اما اوراق الكرفس فيمكن الاستفادة منها لصنع لصقات موضع تخفف من وطأة وجع التهابات المفاصل والروماتيزم. اما محتوى الكرفس من السكريات والبروتينات والأدهان والألياف والماء، فإن قراءة الجدول التالي تعطي صورة عنها والمتواجدة في 100 غرام من الكرفس: - البروتينات: 1.5 غرام. - السكاكر: 2.5 غرام. - الأدهان: 0.3 غرام. - الماء: 88 غراماً. - الألياف: 5 غرامات.