يبدو أن الرئيس حسني مبارك سيتخذ حزمة من الاصلاحات السياسية بصورة سريعة، بعدما ينتهي من الاجراءات الدستورية لتسلمه فترة ولاية جديدة. وأعطت النسبة العالية التي فاز بها مبارك بالمقارنة بمنافسيه الرئيسيين رئيس حزب الغد الدكتور ايمن نور ورئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة دفعة كبيرة لفريق الاصلاحيين داخل الحزب الحاكم الذي يقوده رئيس لجنة السياسات السيد جمال مبارك خصوصاً انه اضطلع بالإشراف على حملة مبارك الانتخابية ونجح فيها. وقالت مصادر مطلعة إنه من غير المستبعد ان يعمد مبارك الى علاج نظام الانتخابات بعد الانتقادات للإجراءات المعقدة التي حالت دون أن يتمكن المواطنون من الإدلاء بأصواتهم بسهولة. وأعلن الأمين العام للحزب الوطني السيد صفوت الشريف أن الرئيس المنتخب سيدعو مجلس الشعب البرلمان عقب إعلان النتيجة رسمياً الى جلسة طارئة لاداء اليمين الدستورية ويلقي خطاباً سياسياً حول المرحلة المقبلة من الفترة الرئاسية، مشيراً إلى أن الخطاب يختلف عن الخطاب السياسي المحدد المعالم الذي يلقيه الرئيس أمام مجلسي الشعب والشورى عقب انتخابات مجلس الشعب المقرر أن تنتهي خلال الأسبوع الأول من كانون الاول ديسمبر. وأوضح الشريف أن الانتخابات البرلمانية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل ستتم على ثلاث مراحل، وان الشهور التالية لانتخابات الرئيس ستكون حافلة بالعمل السياسي لبدء حملة الانتخابات التالية لمجلس الشعب. وذكر أن الحزب الوطني سيبدأ فور اداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية في الإعداد للمؤتمر السنوي للحزب الذي يعقد في الأسبوع الأخير من ايلول سبتمبر الجاري، ويعلن فيه برنامجه الانتخابي وهو البرنامج الذي خاض به الرئيس مبارك الانتخابات الرئاسية. وذكر أنه سيتم فتح باب الترشيح لقيادات الحزب الراغبين في ترشيح انفسهم الى الانتخابات البرلمانية في نهاية ايلول سبتمبر الجاري واوائل تشرين الاول اكتوبر المقبل. وعن التغيرات المرتقبة بعد اعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية قال الشريف: إن المحافظين طبقاً لنص الدستور سيتقدمون باستقالاتهم للرئيس المنتخب بعد اداء اليمين الدستورية، ويتم بعد ذلك إعلان حركة المحافظين. واضاف أنه بالنسبة الى الحكومة فإن الدستور لم ينص على ان تقدم استقالتها ولكن جرى العرف أن تضع الحكومة استقالتها أمام الرئيس ليتخذ ما يراه في هذا الشأن، وأوضح أنه في السابق كان الرئيس يكلف الحكومة بالاستمرار في تحمل المسؤولية حتى يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ووصف الشريف أداء"الوطني"في الحملة الانتخابية بأنه"متميز فكرياً وتنظيمياً". وعن بعض الصعوبات التي شهدها بعض الدوائر الانتخابية اثناء عمليات التصويت قال إن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية تلقت بصدر رحب الاعتراضات التي قدمها الحزب الوطني حول التكدس الكبير أمام بعض اللجان من الناخبين نظراً لأن القضاة كانوا يسمحون بدخول الناخبين فرداً فرداً مؤكدة أهمية انسياب الأصوات بما يحقق أكبر قدر من التسهيل للمواطنين في التعبير عن ارادتهم. واضاف أن اللجنة العامة للانتخابات الرئاسية كانت تهتم بأي اعتراضات من أي مرشح سواء من الحزب الوطني أو غيره من الأحزاب، وتتخذ الاجراءات اللازمة لتحقيق العدالة والالتزام بالقانون لجميع المرشحين من دون أي استثناء وأن ذلك كان محل تقدير الجميع. وبدا أن وطأة الانتخابات كانت شديدة على حزب الوفد اذ اعتبر اعضاء في الحزب أن تأخر ترتيب رئيس الحزب في السباق الرئاسي ليحل ثالثاً بعد رئيس حزب الغد ايمن نور مثل ضربة كبيرة ورغم الاتهامات التي صدرت عن قادة في الحزب بوقوع مخالفات وتجاوزات قبل واثناء عملية الاقتراع إلا أن النتائج أظهرت على السطح ما كان يموج به الحزب من أوضاع مختفية وخلافات ظلت بعيدة عن الاحتواء بين جمعة واعضاء في الهيئة العليا للحزب. ويرى فريق جمعة ان هؤلاء دفعوه لأن يخوض الانتخابات في فترة متأخرة"لحرق"رئيس الحزب وكشفه أمام قواعد الحزب المنتشرة في انحاء مصر. وفي المقابل رأى الفريق المعارض لجمعة، أنه ارتكب اخطاء شديدة منذ تولى زمام الحزب خلفاً لفؤاد سراج الدين، وأصاب الحزب ركود كان سبباً في النتيجة التي انتهت اليها الانتخابات. وخرج أنصار جمعة أمس شائعات بأن جماعة"الاخوان المسلمين"حشدت أصوات مناصريها لمصلحة نور انتقاماً من جمعة الذي كان أعلن صراحة اعتراضه على تأسيس الاخوان حزباً سياسياً على رغم أنه زار مقرهم والتقى المرشد محمد مهدي عاكف.