لاحظ رجل ان زوجته تحاول دق مسمار في الحائط بحذاء للرياضة، فقال لها ساخراً: لن تستطيعي دق المسمار بحذاء من الكاوتشوك. استعملي رأسك. وهو كان يقصد ان تفكر، الا انها فهمت كلامه على انه يريد منها ان تدق المسمار برأسها "الناشف"، وثار جدال انتهى بذهابها الى بيت أمها، وبه من دون عشاء جيد ثلاثة ايام. الحياة الزوجية صعبة من دون ان يزيد الزوج صعوبتها بكلام غير موزون. وربما كانت الحياة الزوجية اصعب شيء يمارسه انسان، فقد كان هناك الذي لاحظ ان نلسون مانديلا تحمّل السجن 27 سنة، ولكن بعد الافراج عنه لم يدم زواجه اكثر من سنتين. وبما انني نذرت نفسي لخدمة القارئ المتزوج القارئ العازب تعود ان يخدم نفسه، فإنني سأحاول اليوم توجيهه في الطريق الزوجي الصحيح، فهناك حالات تتكرر من بيت الى بيت، والزوج الحصيف يخرج منها بوسام الاستحقاق من رتبة فارس، اما الزوج الاحمق، أي الغالبية، فيدفع الثمن من راحته. احد اخطر المواقف هو عندما تسأل الزوجة زوجها سؤالاً عاطفياً معروفاً: هل تحبني؟ الجواب المقبول الوحيد هو: نعم، والافضل ان يكون: نعم يا اجمل الجميلات، او يا ست الستات، او أي شيء من مثل هذا الكذب الذي لا تصدقه الا الزوجة لأنها تريد ان تصدق. كل جواب آخر خاطئ، ويحمل مشكلته معه، مثل: - اذا قلت نعم هل تتركينني وشأني ولا تعودين الى مثل هذه الاسئلة السخيفة: - لا - كنت احبك يوماً، - ارجو ان تعرفي كلمة الحب قبل ان استطيع الرد عليك بيل كلينتون له جواب مشهور عندما سئل: هل مارست الجنس مع هذه المرأة مونيكا لوينسكي؟ فقد طلب تعريف العمل الجنسي، قبل ان ينكر ثم يعترف. - هل يهم ان احبك او لا احبك. - ماذا؟ السؤال موجه اليّ؟ وثمة سؤال ثان يتكرر في كل بيت، فالزوجة تنظر الى زوجها وهو غارق في مقعده المفضل بعد عناء النهار، وتسأله: بماذا تفكر؟ الزوج الحصيف يرد فوراً: كنت افكر في سنوات السعادة التي قضيناها معاً، وهل استحق مثل هذا القدر من السعادة؟ اشعر بأنني محظوط لأنني تعرفت عليك ولأنك قبلتني زوجاً يا روح روحي. او حشيشة قلبي باللهجة اللبنانية. قلة من الازواج ترد هذا الرد الصادق النبيل، فالغالبية تلجأ الى ردود تثير حروباً. والزوج يسمع السؤال، وينظر الى زوجته شارد الذهن وقد يقول: - كرة القدم. ارجوك الا تقفي امام شاشة التلفزيون. - في ان وزنك ازداد منذ تزوجنا، وفي الاماكن الخطأ من جسمك. - في ان جارتنا اجمل منك بكثير، وأقل وزناً، وأصغر سناً. هذا الجواب مبرر قانوني للقتل. - كيف أنفق مال التأمين على الحياة اذا متّ غداً. - لا شيء. - السؤال السابق يذكرني بأسئلة مشابهة، فقد تسأل الزوجة: هل هي اجمل مني؟ والجواب المنطقي حتى لو كانت الزوجة من نوع أفشل الماشطة: طبعاً لا. انت اجمل امرأة منذ هيلين طروادة. - غير اننا نعرف ان الغالبية تعجز عن الرد كما يجب، وقد يرد الزوج: - نعم، ولكن شخصيتك اجمل. - ليست اجمل منك، ولكنها اقل وزناً منك بالتأكيد. - كنت اجمل منها عندما كنت في عمرها. - ارجو ان تعطيني تعريفاً دقيقاً للجمال... يعني عدنا الى بيل كلينتون. - نعم بيتر سيلرز قال لزوجته التي بدت مثل الفايكنغز في احد افلامه: مدام. أنا اجمل منك. - الجمال شيء زائل. - وقد وردت السمنة عَرَضاً في ما سبق، وهي من اخطر المواقف الزوجية، ويجب التعامل معها، وكأن الزوج في حقل ألغام. وحتى خارج الزواج، لا يجوز ابداً سؤال امرأة هل هي حبلى او سمينة فقط. - الزوجة تسأل: هل أبدو سمينة؟ والجواب الصحيح: لا، او: قطعاً لا. ولكن الاجوبة الاكثر تردداً هي من نوع: - سمينة بالمقارنة مع ماذا او ماذا؟ - لست سمينة، الا انك لست نحيلة ايضاً. - الدهن في العتاقي. - هناك نساء اسمن منك. - ماذا قلت؟ كنت أفكر كيف سأنفق مال التأمين على الحياة اذا متّ. هذا الجواب يضمن ان يموت قبلها. - لن تبدي سمينة اذا رافقت نساء اسمن منك. - ابداً، وزنك مناسب لطولك لو كان طولك مترين. اقول لكل زوج لا تحاول، فهو لو تعطلت السيارة على الاوتوستراد، وسار تحت المطر كيلومترات ليطلب مساعدة وعاد مبتلاً حتى العظم لقالت له زوجته الجالسة في السيارة بانتظاره: لماذا تأخرت؟ ثم انها أذكى، وعندي قصة المرأة التي انتهى جدال عنيف مع زوجها بكل منهما وهو يرفض ان يكلم الآخر. ووجدت الزوجة في المساء ان زوجها ترك لها ورقة يطلب فيها منها ايقاظه في السادسة صباحاً لموعد مهم. الا انه استيقظ متأخراً، واستشاط غضباً، وقال لزوجته ان الموعد مهم جداً، وكان يجب ان توقظه في السادسة. وقالت الزوجة انها وضعت بجانب سريره ورقة تقول: الساعة الآن السادسة.