"تتذمر مني زوجتي أني أقضي وقتا في الخارج أكثر من البيت خصوصا مع سهرات أصدقائي وهي عادة منذ سنوات واستمررت بها، وأنا كنت قد قلت لها ذلك منذ شهر العسل أو حتى قبل ذلك، غير أن تذمرها يزيد يوما بعد يوم، وأنا لا أستطيع ترك عادتي مع ارتباطاتي الاجتماعية، بماذا تنصحينني؟ أخي الزوج المتذمر منه، أعتقد أن الزوج الناجح هو الذي يفلح في تكوين عادات طيبة في أول حياته الزوجية، فإذا كان يحب البقاء في البيت، فمن الصعب عليه بعد ذلك أن يغير هذه العادة، وإذا كان يحب الخروج كل يوم، فليدرك إنه سيصعب عليه تغيير ذلك فيما بعد، وإذا كان يحب الزيارات أو استقبال الضيوف في بيته، أو الذهاب إلى الإستراحات وغيرها، كل ذلك يجب أن يفكر فيها جيدا، فإن زوجته ستتعايش بهذه العادات كلها حتى لو لم تحب بعض هذه العادات، فإذا غيرها.. قالت له ماذا حدث؟ لابد أن شيئا في حياتك أو في طرائق تفكيرك قد تغيرت. فإن كانت تحولت للأسوأ فإن لك أيها الزوج نصيبا في ذلك وعليك عندئذ أن تقف أمام نفسك بضميرك ومحبتك لعائلتك، وتسأل نفسك عن الخطأ هنا وعواقب وتوابع هذا الخطأ وتحاور نفسك فيما هو بالفعل الأصلح ليس لك فقط وإنما أيضا لزوجتك ولبيتك، أما أن تغير للأفضل فإن ابتسامة تكفي جوابا على سؤال زوجتك لأنها ستكون من أكثر الناس فرحا وترحيبا بهذا التغير. إذا أرجو يا أخي، الزوج المتذمر منه، أن يحرص كل الأزواج على بناء عادات جيدة وأن يحرصوا على بقائها، وأن تكون عادات متوازنة بين رغبات الزوج وطلبات الزوجة، والأفضل أن يكون هناك اتفاق على ذلك ومن ثم تشجيع الزوجة لزوجها في هذه العادات. وأريد أن أقول، إن الزوجين في البداية هما غريبان عن بعضهما في العادات والفهم والإحساس بالحياة، ولذلك يجب أن يتقاربا في غير عنف وفي غير عناء، وأن يتنازل الزوج عن بعض ما يحب من أجل الزوجة، وكذلك الزوجة يجب ألا تتشبث بكل ما يعجبها من أجل زوجها وحياتهما معا، فإذا نجح الزوجان في ذلك فمن المؤكد بإذن الله أن حياتهما ستنجح! حكيمة..