نقلت شبكة تلفزيون (إيه.بي.سي) نيوز عن عاملين سابقين وحاليين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ان الولاياتالمتحدة كانت تحتجز الاسرى المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في سجون سرية تابعة للوكالة في أوروبا حتى الشهر الماضي وان تلك المنشآت اغلقت بعد ظهور تقارير اعلامية عن وجودها. ونقلت (إيه.بي.سي) نيوز الاثنين عن مصادر بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية قولها ان 11 من سجناء القاعدة كانوا محتجزين في دول بشرق أوروبا ونقلوا «إلى موقع تابع للسي.آي.ايه في مكان ما في شمال افريقيا». وذكرت ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية رفضت التعليق وأنه لم يتسن الوصول إلى متحدث باسم الوكالة حين حاولت رويترز الاتصال به. واشار تقرير (إيه.بي.سي) نيوز إلى ان ثمانية من كبار الوجوه في تنظيم القاعدة إضافة إلى ثلاثة آخرين احتجزوا في وقت ما في قاعدة جوية سوفيتية سابقة في شرق أوروبا وان بعضهم نقل مؤخراً إلى بلد آخر. وقالت ان مصادر بولندية ذكرت ان القاعدة الجوية هي الدليل على وجود موقع سجن سري. وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها ان بولندا ورومانيا هما أكثر المواقع المحتملة التي توجد بها مراكز الاعتقال السرية لكن البلدين نفيا ذلك. ولم تؤكد الولاياتالمتحدة ولم تنف وجود السجون السرية التي تحدثت عنها صحيفة (واشنطن بوست) الامريكية الشهر الماضي. وقبل مغادرتها واشنطن إلى أوروبا الاثنين دافعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عن معاملة الولاياتالمتحدة للمشتبه في انهم إرهابيون. ولم تتحدث رايس مباشرة عن المزاعم بأن (سي.آي.إيه) تدير سجونا سرية في شرق أوروبا الا أنها أكدت مجددا أن الولاياتالمتحدة لا تلجأ إلى التعذيب. ونقلت (إيه.بي.سي) نيوز عن ضباط بالمخابرات قولهم ان رايس كان بوسعها قول ذلك بسبب تقرير رئاسي اقر ست وسائل منتقاة للاستجواب لا تعدها الولاياتالمتحدة ضمن وسائل التعذيب. ونقل التقرير عن مصادره قولها ان المحتجزين المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة يتعرضون بانتظام إلى أساليب الاستجواب تلك والتي تشمل الحرمان من النوم ووسيلة أخرى يطلق عليها «ركوب الماء» والتي يشعر خلالها المعتقل بأنه يغرق. إلى ذلك اعلنت منظمة العفو الدولية في لندن ان 800 رحلة تقريباً قامت بها طائرات استأجرتها وكالة المخابرات المركزية الاميركية لنقل سجناء يشتبه بضلوعهم بالارهاب، شهدتها المطارات الاوروبية بين 2001 و2005. وحسب ارقام هذه المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان، فإن وثائق الرحلات تتعلق بست طائرات استعملتها الوكالة الاميركية بين ايلول (سبتمبر) 2001 وايلول (سبتمبر) 2005. واوضحت ان هذه الطائرات حطت او اقلعت في ومن مطارات اوروبية حولي 800 مرة خلال تلك الفترة. وأوضحت المنظمة نقلا عن وثائق حصلت عليها من ادارة الطيران الفدرالية الاميركية، ان هذه الطائرات حطت خصوصا خمسين مرة في مطار شانون الايرلندي.