سادت حال من البلبلة والتوتر والانفلات الأمني في الاراضي الفلسطينية امس، بعدما اغلقت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية مكاتبها وعلقت أعمالها في اعقاب تعرض خمسة من مكاتبها لاعتداءات من مسلحين من حركة"فتح". وقتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس فلسطينيين اثنين احدهما في نابلس حيث جرحت 12 آخرين ايضاً والآخر في شمال قطاع غزة. واطلق مسلحون مقنعون النار على مجمع لقوات الأمن في غزة، فجرحوا ثلاثة احدهم من المارة والاثنين الآخرين من افراد الشرطة. راجع ص 7 و 8 وابلغ رئيس اللجنة المركزية للانتخابات حنا ناصر الرئيس محمود عباس، خلال اجتماع معه ظهر أمس، ان اللجنة لن تستأنف عملها قبل توفير الأمن الكافي لموظفيها ومكاتبها. ورغم تأكيد عباس وقوفه الى جانب اللجنة واصدار أوامره لأجهزة الأمن لتوفير الحماية اللازمة لها وموظفيها الا أنها واصلت أمس تعليق الدوام. وكان عشرات المسلحين المقنعين وغير المقنعين اقتحموا مقار اللجنة في مدن رفح وخان يونس وغزة وشمال غزة جباليا في القطاع ونابلس شمال الضفة الغربية. ودارت اشتباكات مسلحة بين المقنعين وقوات من الشرطة الفلسطينية في خان يونس. وبرر المسلحون هجومهم على هذه المقار بأنه احتجاج على سياسة تعيين مرشحي حركة"فتح"للانتخابات التشريعية المقررة في 25 الشهر المقبل. وقال عمار دويك مدير اللجنة ل"الحياة"ان اللجنة ستجتمع في وقت لاحق لإعادة تقويم الوضع الأمني، مؤكدا عدم"مزاولة عملنا قبل توفير ضمانات أمنية كافية". لكن مصادر في اللجنة توقعت معاودة العمل اليوم، الموعد النهائي لتسجيل المرشحين. وأشارت مصادر متطابقة في حركة"فتح"الى وقوف مراكز قوى في الحركة وراء الاعتداءات على مكاتب اللجنة بهدف تعطيل العملية الانتخابية. وقالت هذه المصادر ان المعتدين مدفوعون من مراكز قوى وقيادات لم يحالفها الحظ في قوائم مرشحي الحركة، او لخشيتها من فوز محتمل لحركة"حماس"في ظل تفاقم التنافس الفتحاوي - الفتحاوي في هذه الانتخابات. ومن المرجح ان تمدد اللجنة فترة التسجيل للانتخابات في حال واصلت تعليق عملها وهو ما يمنح حركة"فتح"فرصة إضافية لإعادة ترتيب أوراقها الشديدة الاختلاط. وفي هذا السياق اجتمع ممثلان عن النائب الأسير مروان البرغوثي، هما قدورة فارس وعضو المجلس الثوري أحمد غنيم، مع الرئيس الفلسطيني للتفاهم على الشكل النهائي للقائمة التي توافقت"فتح"على اختيار البرغوثي رئيساً لها بسبب شعبيته المرتفعة في الشارع الفلسطيني. وقالت مصادر مقربة من البرغوثي انه لن يوافق على قيادة كتلة فتحاوية تضم وجوهاً غير صالحة مثل أولئك المتهمين بالفساد وسوء الإدارة، مشيرةً الى اعضاء في اللجنة المركزية ووزراء سابقين. وقالت هذه المصادر ان البرغوثي يفضل ان يخوض الانتخابات في دائرته رام الله على ان يكون على رأس قائمة فيها الكثير من الثغرات.