استعار المدرب الرياضي السويدي اسم امرأة الكساندرا ودخل المنتديات السويدية العامة عبر شبكة الإنترنت حيث التقى صغار السن للدردشة. عرّف بنفسه على انه عارضة أزياء تبحث عن عارضات صغار السن - ويفضل فتيات في الحادية عشرة من العمر. نجح المدرب خلال أشهر طويلة في التخفي وراء اسم الكساندرا وتمكن من إقامة علاقات مع أكثر من 150 فتاة معظمهن دون الپ15 سنة. وكلما كان يتعرّف إلى فتاة جديدة، كان يشرح لها انه مصممة أزياء ويسألها ما إذا كانت ترغب في العمل كعارضة أزياء لديه. وبالطبع، فإن الكثير من الفتيات أبدين رغبتهن في قبول العرض وأرسلن صورهن في وضعيات شبه عارية، والذريعة التي اعتمدتها"ألكسندرا"هي مشاهدة تفاصيل الجسد. وكان"ألكسندرا"يرسل مبلغاً مالياً بسيطاً لكل فتاة تزوده بصورها، وهو ما يشجع الفتيات، لا سيما الشابات منهن على المضي في هذه الخطوة. وبعد ان يرمي"الطعم الأول"كي تعلق ضحيته، يطلب منها ان تقابل موظفاً عنده، وبالطبع هذا الموظف"ألكسندرا". استطاع المدرب ان يقنع العشرات من الفتيات بإقامة علاقة معه في مقابل مبالغ مالية بسيطة. كما انه حصل على مئات الصور لفتيات في عمر الطفولة وهن عاريات. لكن خطته هذه لم تمر بسلام، اذ اعتقلته الشرطة قبل مدة قصيرة بعد ان تحرت عنه وراقبته ووجدت لديه أدلة وإثباتات تدينه. لكن المدرب الرياضي ليس الرجل الوحيد الذي يدخل الى المنتديات العامة السويدية باسم امرأة ويبني علاقات مع فتيات صغار السن ثم يغرر بهن للحصول على صور وفي نهاية المطاف لإقامة علاقة معهن. فهناك الكثير من الرجال، حتى رجال في الستين والسبعين من العمر، يقدمون على جريمة مماثلة. لذا، تشعر السلطات القضائية السويدية ان الكيل قد طفح ويجب محاربة هذه الظاهرة الشاذة، فقررت مناقشة قانون واضح وصارم يجرّم هذه الافعال. ومن المعروف ان القانون السويدي يمنع إقامة علاقة مع من هن دون الخامسة عشرة. لكن هذا لا يجرّم من يقوم به الا في حال تم دفع مبالغ مالية للحصول على ذلك. يشرح الخبير في شؤون المنتديات الالكترونية ماتس اندرشون:"هؤلاء الرجال ليسوا من السويد فقط، فهناك من يدخل الى تلك المنتديات من مختلف الدول الأوروبية وحتى من أميركا للتعرف إلى أطفال من السويد". ومعظمهم يختبئون وراء أسماء مستعارة ويستخدمون حيلاً مختلفة للوصول الى غايتهم التي تكون في معظم الأحيان صوراً لفتيات لم يبلغن سن المراهقة بعد. وتبدأ الدردشة في المنتدى العام المفتوح للجميع، ثم يقنع الرجل طفلة او شابة صغيرة بالانتقال الى مركز مقفل للدردشة وهناك تتم المقايضة. فمنهم من يدفع القليل من المال في مقابل صور فوتوغرافية او من أجل عرض مباشر على كاميرات الپ"ويب"، ومنهم من يغري الأطفال ببطاقة هاتف جوال معبأة. يشرح مدعي المحكمة السويدية جايمس فون رايس:"من الواضح ان القانون السويدي لا يمنع البالغين من مقابلة القاصرين على شبكة الانترنت للتعارف ومناقشة الحصول على خدمات جنسية. طالما لا يوجد تعويض مالي في الموضوع، فتبقى القضية خارج نطاق التجريم". لكنّ المدعي العام السويدي اعطى الضوء الاخضر للسلطات القضائية لبحث الموضوع ومحاربته بطرق قانونية صارمة. وتعاني العائلات السويدية ظاهرة استغلال الانترنت للوصول الى الاطفال. لذا هناك الكثير من الاهالي الذين اتخذوا احتياطات كثيرة منها وضع جهاز الكومبيوتر في غرفة الجلوس، وليس في غرفة نوم الاطفال للتمكن من مراقبة استخدام الجهاز والصفحات التي يدخل اليها أبناؤهم. كما ان هناك عائلات تفضل ان تضع حواجز الكترونية تحجب صفحات معينة منها صفحات الجنس وصفحات المنتديات المشبوهة. ولكن علماء الاجتماع يعتقدون ان الاسلوب الوحيد لمحاربة ظاهرة الشذوذ الالكتروني هو اخراج جهاز الكومبيوتر من غرف الاطفال ووضعها في مكان عام في البيت.