صار في حكم المؤكد قيام الحزب الوطني بإجراء تغييرات شاملة في قياداته على مستوى محافظات مصر. ويخضع أمناء الحزب في المحافظات لعملية تقويم حالياً وينتظر تغيير الغالبية العظمى منهم بعد النتائج السيئة للحزب في الانتخابات البرلمانية. واحتفظ الحزب بالغالبية البرلمانية بعدما لجأ إلى ضم مستقلين فازوا في مواجهة مرشحي الحزب الرسميين. وكان الأمين العام للحزب السيد صفوت الشريف عقد اجتماعاً أمس ضم الأمين العام المساعد كمال الشاذلي، ومسؤول قيادة الحملة الانتخابية أحمد عز، وأمناء المحافظات التسع التي جرت فيها انتخابات المرحلة الثالثة الأخيرة وكذلك النواب الفائزين وذلك في إطار تقويم أداء قيادات الحزب. وستعقد الهيئة البرلمانية للحزب اجتماعاً غداً لاعتماد ترشيحات هيئات مكاتب اللجان، كما سيعقد مكتب أمانة الحزب اجتماعاً اليوم يحضره أعضاء المكتب وهم الوزير كمال الشاذلي والسيد جمال مبارك والدكتور علي الدين هلال والدكتور زكريا عزمي والدكتور ممدوح البلتاجي. من جهة أخرى توافد النواب الجدد على مقر البرلمان لاستخراج بطاقات العضوية. وصار في حكم المؤكد ترشيح الدكتور فتحي سرور رئيساً للبرلمان والدكتورة آمال عثمان وحسين مجاور وكيلين، ولم يتأكد بعد ترشيح أي من رؤساء لجان المجلس التسعة عشر. وتردد ان بعض رؤساء اللجان القدامى سيواصل العمل في منصبه في حين سيُلجأ الى تطعيم مكاتب اللجان بنواب جدد. وتردد ان عبدالرحيم الغول مرشح لرئاسة لجنة الزراعة ومحمد أبو العينين لرئاسة لجنة الصناعة. وفي إطار الاستعداد لقيادة المعارضة تحت قبة البرلمان المصري، يعقد"مكتب الإرشاد"وهو أعلى سلطة في جماعة"الإخوان المسلمين"المحظورة، اجتماعاً اليوم، علمت"الحياة"أنه سيخصص لتشكيل لجنة تضم عدداً من نواب الجماعة تكون حلقة وصل بين البرلمان والجماعة وسيرأسها رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب الذي سيخلف الدكتور محمد مرسي الذي فشل في الاحتفاظ بمقعده النيابي. وينتظر أن يظل مرسي منسقاً عاماً للهيئة البرلمانية من خارج المجلس للمساعدة في عرض بعض القضايا المهمة لخبرته الطويلة في الأداء البرلماني والتي يستفيد منها النواب الجدد للتصدي لهجمات نواب الوطني، خصوصاً أن الأوساط السياسية ستترقب أداء الوجود النيابي الكبير للإخوان المسلمين البالغ 88 عضواً للمرة الأولى تحت قبة البرلمان. والظاهر ان الحزب الوطني حسم موقفه النهائي من رئاسة البرلمان وقرر ترشيح سرور رئيساً لمجلس الشعب للدور الأول لهذا الفصل التشريعي التاسع من عمر البرلمان. وستكون تلك المرة السادسة عشرة على التوالي لسرور في ذلك الموقع مسجلاً رقماً قياسياً في تاريخ الحياة النيابية المصرية، إذ لم يتول هذا المنصب منذ بداية الحياة النيابية عام 1866 أي مسؤول طوال هذه المدة الطويلة. وكشفت مصادر حزبية أن اختيار سرور جاء لحسم اشاعات حول خلافات وصراعات داخل الحزب بسبب أدائه في الانتخابات، وكذلك للاعتقاد في قدرته على استغلال خبرته في التعاطي مع البرلمان الجديد في ظل الحضور الكثيف لنواب الإخوان، وقدراته الكبيرة في وأد سخونة المناقشات والصدام والمعارك بين الوطني والمعارضة. من جهة أخرى تجري قيادات الحزب الوطني اتصالات مكثفة يشارك فيها عدد كبير من المحافظين وأمناء الحزب في المحافظات لإقناع نحو 65 نائباً مستقلاً بالانضمام الى الحزب وتوقيع استمارات العضوية قبل عقد الهيئة البرلمانية للحزب غداً الاثنين برئاسة الرئيس حسني مبارك. وعرضت قيادات الحزب على النواب المستقلين الرافضين الانضمام مواقع داخل لجان البرلمان الجديد نظراً الى وجود 56 موقعاً شاغراً سقط أصحابها في الانتخابات، إلى جانب مواقع في أمانة السياسات في الحزب في ضوء التشكيل الجديد المتوقع لها. وجاءت اتصالات قيادات الحزب بالمستقلين بعدما كشفت الوثائق الرسمية أن عدد النواب الذين نجحوا باسم الحزب بلغ 143 نائباً فقط والذين انضموا بصفة رسمية من المستقلين والمنشقين 112 نائباً ليرتفع العدد إلى 255 نائباً. والمحاولات الحزبية الجارية الآن تشمل عدداً من النواب المستقلين في مقدمهم نائب قصر النيل هشام مصطفى خليل، ونائب المنزلة أحمد شلباية، ونائب الشرقية لطفي شحاتة، ونائب المحلة محمود سليم، ونائب بلقاس طلعت مطاوع، ونائب المنيل فتحي جليد، ونائب برما عبدالفتاح عبدالكريم، ونائب بني عبيد عبدالرازق الخطيب، ووزير الاقتصاد السابق الدكتور مصطفى السعيد، ورئيس لجنة الصحة السابق الدكتور شريف عمر، ونائبة بلقاس هيام عامر، وعبدالرحمن بركة وشاهيناز النجار. على صعيد آخر، يسعى الحزب إلى احتواء أي أزمة جديدة داخل البرلمان خلال تشكيل اللجان البرلمانية لاختيار 76 نائباً في مواقع اللجان ال 19 منهم 19 رئيس لجنة و38 وكيلاً و19 أمين سر. ووصلت الرغبات التي تلقاها الحزب لشغل تلك المواقع إلى نحو 120 رغبة من النواب الحاليين والجدد والعائدين. وسيتم حسم ترشيحات الحزب مساء اليوم لإعلانها غداً في الهيئة البرلمانية للحزب.