يستعد الرئيس السابق أمين الجميل عشية مؤتمر"التوحيد والتجديد"الذي يعقده حزب الكتائب اليوم في فندق"ريجنسي بالاس"في أدما وغداً في البيت المركزي لتولي منصب الرئيس الأعلى للحزب إثر صيغة تم التوافق عليها وستطرح في المؤتمر تقول ان أي رئيس جمهورية سابق في الحزب يكون الرئيس الأعلى وبما ان الرئيس أمين الجميل هو الرئيس الوحيد فإنه حكماً سيكون الرئيس الأعلى. وكانت الأمانة العامة في الحزب أعلنت عن فوز كل من رئيس الحزب كريم بقرادوني ونائبه الأول رشاد سلامة بالتزكية، ومن المتوقع أن يستكمل المؤتمر غداً الانتخابات للمراكز القيادية الأخرى وهي: النائبان الثاني والثالث للرئيس وستة عشر عضواً للمكتب السياسي ورئيس وخمسة أعضاء لمجلس الشرف وأربعة أعضاء للجنة العليا للرقابة المالية. وكانت المساعي التي قام بها الوزير السابق فؤاد بطرس وكريم سركيس ابن شقيق رئيس الجمهورية السابق الياس سركيس وكذلك تمنيات البطريرك نصرالله صفير والدور الذي قام به عضو المكتب السياسي جوزف أبي خليل أدت الى المصالحة بين بقرادوني والرئيس الجميل وأنصاره الحزبيين والتي فتحت المجال أمام هذا المؤتمر لبدء عملية تغيير واسعة. ولكن هناك فريقاً آخر من الكتائبيين لا يزال خارج هذه المصالحة وأبرزهم الرئيس السابق للحزب منير الحاج والوزير السابق ادمون رزق وجوزف الهاشم وفؤاد أبي ناضر اضافة الى"لقاء المصالحة والتصحيح"برئاسة الدكتور ايلي كرامة. ويتمثل حزب الكتائب اليوم بوزير واحد في الحكومة هو بيارالجميل، وله أربعة نواب في المجلس النيابي هم: بيار الجميل ونادر سكر وصولانج الجميل وانطوان غانم، وكان قبل الحرب الأهلية في لبنان يضم في صفوفه نحو ستين ألف منتسب وانخفض هذا العدد ليصبح 25 ألف محازب وذلك بحسب مصادر ادارية في الحزب توقعت وبسبب"المصالحة"أن يزداد هذا العدد في المستقبل القريب. وقالت مصادر سياسية كتائبية لپ"الحياة"ان"الجو بين الرئيس أمين الجميل وبقرادوني ممتاز وجيد وان كل الأمور سويت والقضايا تقارب بأجواء من الايجابية"، مشيرة الى ان المناقشات التي دارت داخل الحزب بعد المصالحة أدت الى الاتفاق على"وثيقة سياسية"ستشكل العناوين الكبرى لسياسة"حزب الكتائب"في المرحلة المقبلة. ووصفت المصادر هذه"الوثيقة"بأنها نتاج اقتراب الفريقين من نقاط جامعة تؤكد الثوابت الوطنية وتفتح أبواب التوافق مع كل الشرائح اللبنانية من دون ان توصد الباب مع أي فريق. وقالت ان الحزب وبموجب هذه الوثيقة لن يكون كما كان"ضمانة للمسيحيين"وپ"فزاعة للمسلمين"ولن يحمل أي تهديدات لأي جهة ولكنه لن يتنازل عن المسلمات الاستقلالية السيادية. وأكدت المصادر ان هذه"الوثيقة"ستجعل"حزب الكتائب"حزباً مرناً وبعيداً من استفزاز أي طرف ويفتح ساحة للحوار مع جميع الأطراف حول كل المواضيع الساخنة والمطروحة بصورة خلافية. واستبعدت هذه المصادر أن يتجدد الخلاف داخل الحزب لأن كل الأمور التي يمكن أن تشكل خلافات في وجهات النظر بحثت خصوصاً ان الجميع مقتنع بأن التوحيد ضرورة للفريقين لأن التشرذم قد يؤدي الى تلاشي قوة الحزب في الصف المسيحي وفي الساحة السياسية اللبنانية. وقالت هذه المصادر ان المؤتمر سيبحث أيضاً في ضم جميع الشخصيات الكتائبية التي تولت مسؤوليات في السابق في اطار تنظيمي تحدد صلاحياته ودوره في نشاطات الحزب. وتأسس"حزب الكتائب"تحت اسم"منظمة الكتائب اللبنانية"في 21 تشرين الثاني نوفمبر عام 1936 مكونة من لجنة خماسية ضمت الراحل بيار الجميل وشفيق ناصيف واميل يارد وشارل حلو وجورج نقاش. وكان بيار الجميل القائد الأعلى للمنظمة وأصبح عام 1937 أول رئيس للحزب حتى وفاته في أيلول سبتمبر عام 1984.