شيع المئات من عائلات الضحايا الذين قضوا بتفجير انتحاري أمام احد المطاعم الشعبية في بغداد أول من أمس أكثر من 30 قتيلاً معظمهم من عناصر الشرطة والعمال، فيما أكد أطباء العثور على قطع حديد استخدمها الانتحاري لقتل اكبر عدد من الموجودين في المكان. وشهد شارع الكرادة، وسط بغداد، تظاهرة واسعة حمل المشيعون خلالها نعوش القتلى ابتداء من مستشفى ابن النفيس حتى حسينية"عبد الرسول علي"، حيث أقيمت مراسم الدفن. وندد المتظاهرون بالأوضاع الأمنية السيئة وطالبوا حكومة إبراهيم الجعفري بإيجاد"حلول رادعة لحملات التصفية الجسدية التي يتعرض لها الأهالي"بعد إطلاق زعيم تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"أبي مصعب الزرقاوي"غزوة الثأر"قبل أيام. وقال احد المتظاهرين"نطالب الجعفري بحمايتنا ونطالب السيستاني بالسماح لنا بالرد على القتلة". ورفع متظاهر آخر لافتة كتب فيها"لن ننتخب قائمة الجعفري مادام أهل الشيعة يقتلون على الهوية". وأكد علي خالد، احد أقارب محاسب المطعم الذي وقع فيه الانفجار ولم يبق شيء من جثته المحروقة"أطالب بدم قريبي الشهيد الذي قتل في مكان رزقه عمله". الى ذلك قال الملازم سنان سعد، من شرطة مركز الكرادة ل"الحياة""ان الانتحاري كان يلف أصابع الديناميت حول خصره ويحمل حقيبة سوداء مليئة بالمتفجرات"، وأضاف ان"الأطباء الذين عالجوا المصابين تحدثوا عن شظايا حديد اخترقت أجسادهم، ربما تكون انطلقت من حقيبة الانتحاري والتحقيق جار في مكان الحادث لمعرفة طبيعة هذه الشظايا". وأكد سعد ان 15 شرطياً قتلوا وهم يتناولون طعام الإفطار، لافتاً الى ان المصابين"في حالة حرجة لأن الانفجار تسبب في تفجير جعب الذخيرة التي يحملونها". واعتبر احد خبراء المتفجرات في وزارة الداخلية ان السيارات المفخخة التي يتم ضبطها قبل تفجيرها تحتوي على مواد TNT وعبوات ناسفة وصواريخ فيما يلف الانتحاري نفسه بحزام من الديناميت. وكان انتحاري فجر نفسه أمام مطعم"قدوري"للمأكولات الشعبية في"أبو نواس"وسط بغداد صباح الخميس الماضي وأسفر ذلك عن 38 قتيلاً و25 جريحاً. ويرتاد المطعم العمال والشرطة والجنود لتناول"الباقلاء بالدهن الحر"ويعدونها وجبة غنية وشهية ورخيصة لبدء يومهم. وأعلن تنظيم"القاعدة"مسؤوليته عن العملية في بيان بث على شبكة الانترنيت.