لبّت دول ومنظمات عدة أمس النداء الذي وجهه الرئيس الباكستاني برويز مشرف اثر الزلزال العنيف الذي أوقع في باكستان أكثر من 30 ألف قتيل. وفي الوقت الذي يسابق فيه عمال الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين وانتشالهم من وسط الحطام الذي خلفه زلزال السبت الماضي، قال يان إيغلاند منسق شؤون الإغاثة والطوارئ التابع للأمم المتحدة:"نعلم أن كل ساعة تحسب لدى التعامل مع زلزال بهذه الضخامة". وقالت ناطقة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الجهود الإنسانية إن فريقاً من المنظمة الدولية يضم ثمانية أعضاء بدأ تنسيق جهود الإغاثة في المناطق الأكثر تضرراً، وأن فرقاً من تركياوالصينوبريطانيا وألمانيا موجودة بالفعل في المناطق التي ضربها الزلزال. واتصل الرئيس الأميركي جورج بوش بالرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي يعتبره حليفاً أساسياً في الحرب على الإرهاب ليعرض عليه إرسال مروحيات أميركية ومعونات طارئة وأموال. ومنحت الولاياتالمتحدة مساعدة أولى بقيمة 50 مليون دولار لباكستان. وأكد الجيش الأميركي في كابول أن قوات التحالف في أفغانستان أرسلت إلى المنطقة المنكوبة ثماني مروحيات وقوات عسكرية للمساعدة في أعمال الإغاثة. وطلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية البدء الفوري بتشغيل جسر جوي من الطائرات السعودية إلى باكستان والهند، لتقديم المساعدات العاجلة من أطباء وأدوية وخيام وبطانيات ومواد غذائية، لتلبية الحاجات الإنسانية للمتضررين من الزلزال. وأرسلت دولة الإمارات فريق انقاذ من الشرطة. بدوره، أعلن مجلس الوزراء الكويتي في بيان له عن تقديم مساعدة بقيمة مئة مليون دولار للضحايا، 50 مليون دولار ستمنح في شكل مواد إغاثة بينما سيخصص النصف الآخر من قيمة المساعدة لإصلاح البنى التحتية التي تضررت من الزلزال. وأرسل الأردن إلى باكستان أمس طائرتين محملتين بثلاثين طناً من المساعدات تشتمل على خيم وبطانيات وأدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية، وفريق إغاثة من 12 شخصاً، بينما يجري العمل لإرسال مستشفى ميداني. وأكد صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسف البدء في نقل الأغطية والملابس والخيام والمعدات الطبية وطعام الرضع والأطفال وأقراص تنقية المياه من أحد مخازن كراتشي إلى المناطق التي ضربها الزلزال. كما أعلن البنك الدولي انه على استعداد لتقديم 20 مليون دولار لباكستان للتعامل مع الأضرار. ودعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر إلى اجتماع عاجل للحلف أمس لبحث سبل المساعدة. وقال في بروكسيل:"أتوقع قبل انتهاء اليوم أن نحصل على نصيحة عسكرية حيال ما يمكننا عمله. ليس في وسعنا خسارة المزيد من الوقت". ولفت إلى أنه صدر الإذن بتأهب قوات ألمانية قوامها 10 آلاف جندي مشاركة في قوات الحلف في العمليات في أفغانستان لتصبح جاهزة للاشتراك في جهود الإغاثة في باكستان. وذكر دي هوب شيفر انه إضافة إلى تحويل المزيد من القوات من أفغانستان، سيعمل الحلف كمركز لتلقي عروض الإغاثة الدولية مثلما فعل بعد ضرب الإعصار كاترينا للولايات المتحدة. وجاءت تصريحات دي هوب شيفر بعد اجتماعه مع منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي أشار إلى أن الاتحاد أرسل عمال إنقاذ وصلوا إلى موقع الأحداث بالفعل وانه خصص نحو 3.6 مليون يورو 4.4 مليون دولار معونات مبدئية. واتصل رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بالرئيس الباكستاني ليعرض المشاركة في أعمال الإغاثة والإنقاذ، في علامة أخرى على تهدئة حدة التوتر بين الجارتين النوويتين. وقبلت باكستان العرض الهندي. وأرسلت الصين فريقاً للإنقاذ مزوداً بالمعدات وكلاب البحث عن الضحايا إلى باكستان، بينما قدمت هولندا مليون يورو 1.22مليون دولار للإغاثة إضافة إلى فريق للإنقاذ. كما أعلنت الخارجية الألمانية عن تبرعها بمليون يورو من صندوقها للإغاثة الإنسانية، وأكدت استعدادها لإرسال مزيد من الأموال إذا لزم الأمر. وزادت استراليا مساعدتها لضحايا الزلزال إلى 5.5 مليون دولار أسترالي 4.18 مليون دولار أميركي بدلاً من 500 ألف دولار كانت أعلنت عنها سابقاً. وأكد وزير الخارجية الأسترالي الكسندر داونر أن هذه المساعدة موجهة لمنظمات المساعدة الدولية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر ووكالات الأممالمتحدة لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل المواد الغذائية والمياه العذبة. وعبّرت الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا رئيسة الكومنولث الذي تنتمي إليه الهند وباكستان عن"تعاطفها الشديد". وأكدت اليابان المتمرسة في التعامل مع الزلازل أنها في صدد إرسال عمال إغاثة ومعونات قيمتها 220600 دولار من أغطية وخيام. وذكرت تركيا، أنها أرسلت طائرتين عسكريتين أخريين على متنهما أطباء وعمال إنقاذ ومعونات إلى باكستان. وأرسلت منظمة اوكسفام الخيرية الدولية أحد فرقها إلى الإقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث الدمار الشامل. وذكرت وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء أن وزارة الطوارئ سترسل 30 من عمال الإنقاذ وأربعة كلاب بحث إضافة إلى طائرة محملة بالأغطية والأسرة والخيام.