في تصريح أثار قلقاً عارماً، أعلن لون دوك، رئيس"منظمة الصحة العالمية"ان انتقال فيروس انفلونزا الطيور الى مرحلة يصيب فيها البشر، أمر حتمي! وبيّن انه لا يعرف متى قد يحدث ذلك بالضبط. ولعلها المرة الاولى التي تصوغ فيها المنظمة مخاوفها بهذا الدرجة من الوضوح. وجاءت تصريحات دوك مع اندلاع نقاش حاد في هونغ كونغ، عقب تصريحات لمسؤول مكتب المنظمة عينها هناك، حض فيها الناس على شراء دواء تاميفلو وتخزينه. ورفض اختصاصيو هونغ كونغ تلك النصيحة، واعتبروها تحريضاً على الذعر. وفي سياق مشابه، تتفحص مجموعة من الخبراء في المانيا، مجموعة من 22 أوزة نافقة عثر عليها أمس في بحيرة صغيرة في نيوويد بمنطقة الراين. وقبل يومين، طمأنت المانيا الناس الى خلوها من فيروس"اتش5آن رقم واحد". ولم تفلح في تهدئة مخاوف السكان. وزاد في حال الهلع، اعلان الاتحاد الاوروبي نيته فرض حظر على استيراد الطيور البرية كلها، بعد نفوق ببغاء في بريطانيا بالفيروس الفتّاك. وحظرت فرنسا الصيد البري بصورة شاملة فيها. وأصدرت وزارة الزراعة قانوناً قضى بحبس الدواجن في قنانها منعاً لاختلاطها مع الطيور المهاجرة. كما منعت اسبانيا تربية الدواجن في البرك المفتوحة، تحسباً لاختلاطها مع الطيور العابرة. وشددت على ان العمل بهذا الاجراء سيستمر حتى الاول من كانون الاول ديسمبر المقبل. وأكدت روسيا اكتشاف المزيد من حالات الاصابة بانفلونزا الطيور بين دواجنها، ما زاد من حدة المخاوف الاوروبية من انتقال الفيروس من روسيا الى الدول الاخرى في القارة بواسطة الطيور المهاجرة. وحظرت بلغاريا استيراد الطيور ومشتقاتها من مقدونيا. وتصر سلطات العاصمة سكوبيه على نسبة وفيات طيورها الى مرض نيوكاسل، وهو أيضاً نوع من الفيروسات التي تصيب الطيور. ونفت البرتغال انتقال الفيروس الى أي من دواجنها. في خطوة عكست تصاعد موجة الوباء عالمياً، فرض الاتحاد الاوروبي حظراً شاملاً على استيراد الطيور من دول العالم كلها. وتأكدت اصابة كرواتيا بفيروس"اتش5آن1"الفتّاك، الذي يُسبب الموجة الراهنة من الوباء. وفي المقابل، شددت"منظمة الصحة العالمية"على ان احتمال انتقال الفيروس ما زال متدنياً في الوقت الراهن. وأشارت إلى كفاية اجراءات الوقاية أوروبياً لمواجهته. ولم تحل هذه التطمينات دون استمرار موجة الذعر عالمياً، اذ أعلنت الولايات المتحدة عن توافر لقاح الانفلونزا البشرية العادية لكل راغب فيه من مواطنيها. والمعلوم ان هذا اللقاح لا يعطي سوى مناعة جزئية ضد الفيروس، في حال اصاب البشر. واستحضرت وفاة شخص رابع في اندونيسيا شبح كارثة وشيكة، خصوصاً مع التأكيدات المستمرة، من مجموعة كبيرة من الخبراء، بأن آسيا تشكل ساحة الحسم بالنسبة للوباء ، فاما ان يُحتوى واما يحصل الاسوأ. وأحصت السلطات الاندونيسية أيضاً ظهور الفيروس في سبعة أشخاص حتى الآن. وخلال الموجة الراهنة من وباء الطير، انتقل الفيروس الى 134 آسيوياً، فقضى على 64 منهم. السعودية تقود الوقاية خليجياً قادت السعودية جهوداً خليجية وعربية تبذل للحيلولة دون انتقال الفيروس الفتّاك الى منطقة الشرق الاوسط. واستضافت الرياض قمة خليجية الاحد الماضي ضمت وكلاء وزراء الزراعة في دولها، وخصصت لبحث اجراءات الوقاية. وحذر كاظم هاشم الهاشمي، وزير الزراعة البحريني، من احتمال انتقال الفيروس الى دول الخليج، لانها تقع على مسار طيران الاسراب المهاجرة. وتوصلت القمة الى تنسيق الاجراءات بين الدول الاعضاء بصدد مكافحة هذه الموجة، خصوصاً لجهة تبادل المعلومات وانشاء نُظُم من الانذار المبكر وتأليف لجان وطنية للتوعية من مخاطر الوضع الراهن. وفرضت السعودية حظراً على استيراد الطيور ومشتقاتها من 20 دولة، ضمن اجراءات منع دخول الفيروس للمملكة. واعلنت وزارة الصحة خطة لمواجهة احتمال انتشار الفيروس. وتبيّن الخطة سُبّل مواجهة حالات الاشتباه بالاصابة بانفلونزا الطيور، في حال حدوثها. وأكدت الوزارة خلو المملكة من الفيروس راهناً. وأمس، أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في ايران ان الطيور التي عُثر عليها نافقة في منطقة أذربيجان غرب ايران لا تحتوي على فيروس الانفلونزا.