باتت موجة "انفلونزا الطيور" خطراً عالمياً بعد اعلان مؤتمر روما الذي رعته "منظمة الاغذية والزراعة العالمية" فاو، ان الفيروس خرج عن السيطرة ويتوسع جغرافياً وتزداد نسب الاصابة وانتقاله الى البشر" وكذلك احتمالات وصوله الى دول اخرى بعيداً من نقاط انتشاره الحالية. وأطلق خبراء من "منظمة الصحة العالمية" و"فاو" و"المنظمة الدولية لصحة الحيوان" و"المراكز الاميركية لرصد الامراض" نداء عاجلاً ناشدوا فيه دول العالم اتخاذ اجراءات فورية لمحاولة وقف انتشار الوباء، خصوصاً التطعيم المُوَسَّع والكثيف للدواجن غير المصابة في بؤر انطلاق المرض وعدم الاكتفاء بذبح الطيور المصابة والمشتبه بها. وبحسب ما صرح به كلوس ستوهر، رئيس برنامج الانفلونزا العالمي في منظمة الصحة، فالمطلوب هو الشروع فوراً في تأمين عشرات ملايين اللقاحات الى عشر دول مصابة في آسيا. ولا يبدو الامر سهلاً، وتثير صعوبة تنفيذه مخاوف عدة. وزاد في الرعب عالمياً ان بيان الخبراء شدد على كون مصدر الوباء بالنسبة الى كل بلد يظل مجهولاً في الوقت الراهن. واعتبر هؤلاء ان اقرب التفسيرات الممكنة هو انتقال الفيروس من الطيور البرية والمهاجرة الى الدواجن المحلية. والمعلوم ان الفيروس لا يسبب سوى اعراض طفيفة في الطيور المهاجرة والبرية، لكنه يتحول وباء فتاكاً في الطيور الداجنة، خصوصاً التي تربى في المزارع وتنقله الى البشر. واذا صحت تلك النظرية، فانها تضفي المزيد من التعقيد على جهود مكافحة الوباء. وفي تطور مواز، اطلقت الصين نفير الاستغاثة وأعلنت ان جهودها الذاتية فشلت في وقف الفيروس الذي امتد الى 12 ولاية من اصل 31. وطلبت دعماً تقنياً دولياً لمواجهة النوع "اتش 5 ان 1" القوي الذي يجتاح دواجنها. والمعلوم ان في الصين ثلاثة بلايين طير. ويصل اليها اليوم فريق خبراء اختارته منظمة الصحة العالمية و"فاو" للمساعدة في وقف الوباء. وتشهد فيتنام وضعاً مشابهاً، وعلى رغم ذبحها 14 مليون طير دجاج أخيراً، امتد الفيروس الى 53 من اصل ولاياتها ال61. وتوفيت فتاة فيتنامية 16 عاماً امس لإصابتها بالمرض، مما رفع عدد الوفيات البشرية في آسيا الى 16. والحال ان فيتنام سجلت ايضاً اول اشتباه بانتقال الفيروس من انسان الى آخر، بسبب اصابة شقيقتين بالمرض ولم يتأكد امر هذا الانتقال. ولم يمنع الذبح الجماعي لنحو 26 مليون طير من تسجيل خمس وفيات بشرية بالفيروس نفسه. ومع ملامسة موجة "انفلونزا الطيور" حدود الكارثة، فإن احتمال انتقال فيروسها الى المواشي صار كبيراً. وفي حال حصل ذلك تكون النتيجة فيروساً هجيناً ينتقل الى البشر ويصير قادراً على الانتقال من انسان الى آخر. وعندها من المرجح ان تندلع نيران جائحة عالمية من الانفلونزا الشديدة في البشر، مما يهدد بمصرع ملايين الاشخاص! وليس التقدير جزافياً، فقد تسبب فيروس انفلونزا خرج من المواشي الى الانسان، بمقتل ما يزيد على 25 مليون شخص بين خريف 1918 وشتاء 1919.