يعتبر الفنان السوري سليم صبري أن الدراما السورية تتمتع بذكاء تقديمها موضوعات منوعة تشمل جميع جوانب المجتمع. ويضيف في حوار معپ"الحياة":"إن الحكم على الأعمال الرمضانية لهذا العام ما زال مبكراً ولكن عموماً أضحت الدراما السورية تتناول شتى المجالات، التاريخية والاجتماعية على اتساع موضوعاتها. وفي العام الحالي هناك نحو عشرة أعمال اجتماعية لا يوجد بينها عمل يشبه الآخر، فمسلسل"أشواك ناعمة"الذي عملت فيه ويعرض حالياً، يحمل نقداً لبعض الأخطاء في مجتمعنا كما أن الأعمال الكوميدية كپ"بقعة ضوء"تعالج أخطاءنا بطريقة مضحكة ولاذعة وتشير الى اللاأخلاقيات في حياتنا". ولماذا هذا الازدحام الدرامي في رمضان؟ - الموضوع يتعلق بالمنتجين ورأس المال الذي يتدخل أيضاً في العروض التلفزيونية مثلما يتدخل في معظم جوانب حياتنا. فالمنتج ينطلق منذ البداية وفي ظنه عمله مخصص لرمضان ويجب أن يعرض في هذا الشهر الكريم، باعتبار أن أعلى نسبة مشاهدة للتلفزيون تكون خلاله. وهكذا تحول الأمر الى ما يشبه التقليد فيما يجب أن تكون الأعمال موزعة على اشهر السنة مهما كانت أهميتها وكلفتها الإنتاجية العالية. نلاحظ هذا العام خفضاً في انتاج الاعمال المسماة"الفانتازيا التاريخية"؟ - اعترض على تسمية"فانتازيا تاريخية"لأن لا معنى لها، بل تحمل تناقضات، كقولنا الدفء البارد او الهواء المائع... فالفانتازيا هي أن ينجز الشخص شيئاً ليس مرتبطاً بالواقع. أما التاريخ فيسجل أشياء واقعية وقعت قبل زمن، فكيف نركب هذا المصطلح المكون من متناقضين. وفي كل الاحوال الاعمال التاريخية تمت العودة اليها، إما للحصول على مجال أكبر من الحرية في معالجة قضايا تاريخية تحمل معاني ومضامين معاصرة، أو للكذب على التاريخ عبر تحويره واللعب على بعض الوقائع، وهذا غير مسموح. كيف تنظر الى ما حققته الدراما السورية خلال الأعوام القليلة الماضية؟ - ما حققناه خلال هذه الفترة يستند في رأيي الى ارث كبير للدراما السورية خلال الستينات والسبعينات، وجاء عصر الفضائيات ليعطيه بعداً كبيراً بالانتشار. ففي المرحلة من 1960 وحتى 1980 عاش الإنتاج الدرامي المحلي فترة ذهبية عبر التلفزيون الرسمي المنتج الوحيد للدراما في تلك الآونة، وكان لي شرف أن أكون أول مدير لمديرية الإنتاج التلفزيوني في التلفزيون السوري عام 1974. ووضعنا يومذاك موازنة خاصة بالانتاج حققت قفزات كبيرة في حجم أو نوعية الانتاج الدرامي. وكانت الاعمال تباع وتوزع الى الخليج والاردن ودول المغرب. والآن كل الفضائيات مكرسة للانتاج السوري، والمشاهد العربي لديه خبرة بهذه الدراما التي عرفها في ما مضى، بل ويعرف كثيراً من نجومها وأبطالها منذ عصر التلفزيون الارضي. هل تعاني الدراما السورية أزمة نصوص كما هي الحال في كثير من الدول العربية ؟ - أبداً، لا بل العكس هو الصحيح إذ غالباً ما تنتظر النصوص عاماً وأكثر حتى تأخذ طريقها الى التنفيذ. كيف تنظر الى الحضور اللافت للجيل الجديد من الممثلين في الدراما السورية؟ - أنا شخصياً فخور بهؤلاء الشباب، وأعتقد بأن جيلنا لم يُضِعْ شيئاً هباء. فما عانيناه من أزمات ومصاعب ومواجهات خلال عقود طويلة، مهّد الطريق لما يعيشه الفنانون الشباب. فالآن يستطيع صاحب الموهبة من الشباب دخول المعهد العالي للعلوم المسرحية ويتخرج بعد أربع سنوات ليجد فرصته. وبالفعل على مدى سنوات طويلة، أصبح لدينا ممثلون لا بأس بهم، لهم حضورهم على المستوى العربي بأسره وهذا مصدر اعتزاز لنا جميعاً. ماذا حقق الفنان سليم صبري بعد هذه المسيرة الطويلة في الفن؟ - لم أدخل مجال الفن من باب الصدفة بل برغبة وإرادة وتركت مقابل الفن مجالات كثيرة في سبيل هذا الهدف. وبعد هذه الفترة الطويلة حققت شيئاً أبسط بكثير مما كنت أصبو إليه، وعموماً الظروف العامة في عالمنا العربي والإسلامي تحد كثيراً من قدراتنا على تحقيق ما نريده، إن لم تكن تدفع في اتجاه معاكس.