قبل ست سنوات انتقل أمير الشباب والرياضة الأمير فيصل بن فهد إلى جوار ربه، لكن مآثر الفقيد الراحل لا تزال حاضرة في أوساط الرياضة السعودية والعربية، ولم يكن اعتباطاً تسمية الأمير الراحل"فقيد الرياضة العربية"، ظناً في ذلك الوقت أن الخسارة منيت بها الرياضة السعودية فقط، لكننا اكتشفنا أننا قاصرو النظرة، فأفضال الفقيد شهد بها القاصي والداني... في مصر يذكرونه... في المغرب لا يملون من ترديد إنجازاته... إن شرقت أو غربت في الدول العربية لا تجد إلا الألسن تترحم على الأمير فيصل... في كل مناسبة رياضية عربية أو خليجية أو محلية يكون للفيصل الكثير من الإشادات وهو بعيد منا. البعض ممن يرحلون عن دنيانا لا يمكن تذكرهم بعد انقضاء الأيام الأولى من العزاء، والبعض الآخر يبقون ملء السمع والبصر حتى وهم في قبورهم. رحل فيصل بن فهد، لكن خلفه الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف ظلا محافظين على رصيد الراحل، يشتركان في الهمّ الرياضي العربيّ والمحليّ. جاء نواف امتداداً لعطاءات الفيصل، فلغة التسامح وفيض الحب التي يمنحها نواف الرياضيين العرب تكاد تكون متطابقة لتلك التي كان يتعامل بها الأمير فيصل مع الرياضيين والمسابقات العربية. لن نأتي بجديد عندما نشدّد على أن عطاء الأمير فيصل وإسهاماته في رفع شأن الرياضة العربية لم تتوقف، فالأمير نواف أصرّ على السير على منهج الراحل، من هنا جاءت جائزة الأمير فيصل بن فهد لتطوير الرياضة العربية لتصبّ في هذا المضمار. النظر إلى هذه الجائزة لا يمكن أن ينحصر في إطار ضيق، لكننا يجب أن ننظر بأفق بعيد، وتحديداًً نحو الهدف من إشهار هذه الجائزة وسمو أهدافها والنتائج التي نتوقع أن تجنيها الرياضة العربية من هذه الجائزة. وعندما يعلن الأمير نواف بن فيصل أسماء الفائزين، فهذا يشكل وجهاً جديداً من أوجه عطاء الأمير الراحل، ولا نقول سوى أن مآثر الفقيد لا تزال تترى.