قالت الرئاسة المصرية أمس إن الرئيس حسني مبارك والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان"اتفقا على ضرورة التعامل بحكمة مع تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1636، خصوصاً أن سورية ماضية في تعاونها مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري". واستقبل مبارك أمس أنان الذي أنهى زيارة استمرت يومين للقاهرة، وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد إن أنان أطلع مبارك"على مشاوراته في نيويورك مع مختلف الأطراف في مجلس الأمن، خصوصاً الولاياتالمتحدة وفرنسا باعتبارهما الدولتين اللتين رعتا القرارين 1559 و1636، ومشاوراته مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس". وأضاف أن"مبارك أطلعه بدوره على الاتصالات المتعددة التي أجراها مع الأطراف الاقليميين كالسعودية، والدوليين كفرنسا، كما اطلعه على نتائج زيارته الأخيرة لسورية والمشاورات مع الرئيس بشار الأسد". واشار عواد الى ان أنان نقل إلى مبارك"طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس من دمشق استجواب ستة مسؤولين سوريين، والرسالة التي رد بها وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وقال فيها إن بلاده تتطلع إلى ترتيبات تكفل التعاون بين لجنة الأممالمتحدة واللجنة التي شكلتها دمشق للتحقيق الأسبوع الماضي". وعما يتردد عن قمة عربية مصغرة، قال عواد:"ليس لدي معلومات رسمية تشير إلى هذه القمة، هذه التقارير ليس لها أي أساس". وأكد أن"جهود الرئيس مبارك مستمرة وهو لا يدخر جهداً لمنع تعرض المنطقة إلى بؤرة توتر أخرى تزيد عدم الاستقرار الذي نشكو منه". ورداً على سؤال عما إذا كان مبارك وأنان ناقشا صيغة محاكمة المتهمين في اغتيال الحريري ومكانها، أشار إلى أن"هذا الكلام مطروح، غير أن الأكثر بحثاً هو كيف يمكن تحقيق تقدم في التعاون القائم والمستمر بين سورية ولجنة التحقيق حتى يأتي ميليس بتقرير يشير إلى استمرار هذا التعاون لرفع الضغوط عن سورية". واستغرق لقاء مبارك وأنان نحو ساعتين تخللهما إفطار عمل. وأشار عواد الى إنهما"ناقشا الوضع الراهن لعملية السلام بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة والوضع في العراق وعلى الساحتين السورية واللبنانية في ضوء التقرير الذي قدمه تيري رود لارسون المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة حول التقدم المحرز في تنفيذ القرار 1559". وأضاف انهما"تطرقا أيضاً إلى الوضع في السودان، لا سيما في إقليم دارفور في ضوء جولة مفاوضات أبوغا المقبلة في نهاية الشهر الجاري، كما استعرض الجانبان الوضع في القرن الأفريقي، سواء في الصومال أم التصعيد الراهن بين إثيوبيا وإريتريا، والتطورات في منطقة البحيرات العظمى". ولفت إلى أن المحادثات تطرقت إلى إصلاح الأممالمتحدة وتفعيل دورها. وأشار إلى أن"المحادثات تناولت الوضع في العراق في ضوء نتائج الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية المقبلة، ونأمل أن تمهد المصالحة الوطنية الطريق لاستعادة الهدوء الذي يكفل المناخ المناسب لإنهاء الوجود الأجنبي في العراق". وشدد على أن"الملف الفلسطيني حظي باهتمام بالغ في المحادثات، إذ أعرب أنان عن اتفاقه مع مبارك على ضرورة أن يشعر الفلسطينيون بتغيير حقيقي وتقدم في حياتهم اليومية". وأوضح أن مبارك"أطلع أنان على محادثاته مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القاهرة الشهر الماضي ومع وزير الدفاع الإسرائيلي شاوول موفاز في القاهرة، وكذلك اتصالاته مع الجانب الأوروبي المتعلقة بتحقيق المراقبة على معبر رفح". وعن لقاء الرئيس مبارك مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز الأسبوع المقبل، قال إن"هذه الزيارة تتم في إطار التشاور الوثيق بين القاهرة والرياض".