يبحث وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس مع نظيره المغربي محمد بن عيسى اليوم في خطة بديلة لمواجهة أزمة المهاجرين الأفارقة المرحلين، على خلفية محاولات اقتحام السياجات الأمنية المحيطة بمدينتي سبتة ومليلية، التي أدت الى مقتل ما لا يقل عن عشرة مهاجرين بفعل اطلاق الرصاص أو التدافع. ورأت مصادر ديبلوماسية في تزامن زيارة رئيس الديبلوماسية الاسبانية للمغرب وسريان مفعول خطة ترحيل المهاجرين عبر الأراضي المغربية، اتفاقاً بين البلدين على الدخول في مرحلة المعالجة السياسية للملف، من خلال إشراك العواصم الافريقية المعنية باستقبال مواطنيها. ويتم تجميع مئات المهاجرين المتحدرين من أصول افريقية، جنوب الصحراء، في مخيمات في وجدة على الحدود الشرقية مع الجزائر، وفي أماكن أخرى في طنجة. في حين يتوقع ان تسلم السلطات الاسبانية مئات من المهاجرين الذين كانوا تسللوا الى المدينتين المحتلتين الى المغرب بهدف ترحيلهم، عبر اقامة جسر جوي ينطلق من وجدة الى الدول المصدرة للهجرة. ويتوقع ان يبحث موراتينوس مع المسؤولين المغاربة في الكلفة المتزايدة لعمليات الترحيل التي تقول الرباط انها تشمل توفير المساعدات الطبية والأدوية وتأمين العلاج للمهاجرين، اضافة الى نشر المزيد من القوات على الشريط الساحلي على البحر المتوسط. الا ان مصادر ديبلوماسية رجحت طرح الاشكاليات السياسية التي يمكن ان تطرحها عمليات الترحيل بالنسبة للفارين من جحيم الحروب الأهلية وطالبي اللجوء السياسي. في غضون ذلك، تحدثت مصادر من استمرار السلطات المغربية في اقامة حواجز عند محيط مدينة مليلية، وهي عبارة عن ستائر من التراب والرمال للحؤول دون تسلل المهاجرين. وفيما تواصل قوات الأمن عمليات التمشيط في الغابات المجاورة أفاد شهود عيان ان المهاجرين الأفارقة بدأوا يسلمون أنفسهم للقوات المغربية بعدما كانوا يختبئون في الكهوف والغابات. في حين شوهد مئات المهاجرين تائهين عند مناطق الحدود الشرقية مع الجزائر في أوضاع صحية وانسانية صعبة. وتحدثت أوساط جزائرية عن رحيل مهاجرين أفارقة يعدون بالآلاف في منطقة معنية داخل الجزائر، بينما بدأت أفواج المهاجرين تتوافد على مناطق الحدود الشرقية الوسطى، في ما يعرف بالصحراء الشرقية.