دعا وزير الداخلية الاسباني خايمي مايور أوريخا الى وضع مشروع يتبناه الاتحاد الاوروبي لمواجهة الهجرة غير المشروعة، ضمن خطة ترمي الى مراقبة الحدود الجنوبية لأوروبا. ونقلت مصادر اسبانية عنه انه اجرى محادثات مع مسؤولين بريطانيين وألمان لإعداد هذا المشروع ضمن تكريس "ثقافة جديدة للأمن". وعلى رغم ان المسؤول الاسباني لم يشر الى ارتباط هذه الخطة بالمشروع الاوروبي الهادف الى تشكيل قوة للتدخل في المناطق الجنوبية للبحر المتوسط في حال تعرض المصالح الاوروبية للخطر، فإن التحركات التي تقودها اسبانيا لا تبدو منفصلة عن مضمون ذلك المشروع الذي يواجه بانتقادات شديدة من بلدان شمال افريقيا، بخاصة ليبيا والجزائر. وترى مصادر ديبلوماسية معنية بهذه التطورات ان تركيز البلدان الاوروبية، وبخاصة اسبانيا، على مناهضة الهجرة غير المشروعة، وتعزيز الوضع الامني في مدينتي سبتة ومليلية اللتين تحتلهما شمال المغرب يشيران الى ارتباط المشروع بأهداف أكبر، وقد يكون هذا السبب في مقدم الدوافع التي دفعت بالمسؤولين في المغرب خلال زيارة وزير الداخلية الاسباني الى الرباط قبل بضعة ايام، الى الدعوة لاقامة مشاورات مع بلدان الاتحاد الاوروبي مجتمعة للاتفاق على سياسة شاملة لمواجهة الهجرة غير المشروعة، دون ان يرتدي ذلك ابعاداً أكبر. وكانت الاوساط الاسبانية قللت من تأثير الحوادث الاخيرة التي تعرفها الجزائر على تنقل الرعايا الجزائريين عبر المدينتين، بخاصة في ضوء استمرار اغلاق الحدود بين المغرب والجزائر منذ صيف 1994، بيد ان ذلك لم يحل دون استقرار رعايا جزائريين في مدينة مليلية في ظروف غير عادية. وقد سبق لاعداد من هؤلاء الرعايا ان نفذوا اضراباً عن الطعام قبل اكثر من شهر لحض السلطات الاسبانية على الاهتمام بأوضاعهم وترحيلهم نحو اسبانيا واوروبا وليس اعادتهم الى الجزائر. وعلى رغم ان الاتفاق الذي ابرمته اسبانيا والمغرب في شأن ترحيل المهاجرين المتحدرين من أصول مغاربية وافريقية دخل حيز التنفيذ قبل نهاية العام الماضي، فإن السلطات المغربية تتشبث ان تشمل العمليات المهاجرين الذين يثبت انهم استخدموا الأراضي المغربية للعبور. وقال مسؤول اسباني عن الهجرة ان هناك خطة لترحيل اعداد من هؤلاء الى البلدان الواقعة جنوب الصحراء. وأوضح فيكتور مارافال ان العملية تشمل ما يزيد على 1400 مهاجر يتمركزون في سبتة ومليلية في مخيمات لايواء الشباب، كانت عرفت في الفترة الاخيرة اضطرابات ومواجهات مع الحرس الاسباني. وفي الوقت الذي تعلن فيه اجهزة الأمن الاسبانية عن اعتقال مزيد من المهاجرين غير الشرعيين الذين يستخدمون مراكب صيد صغيرة في مغامرات محفوفة بالمخاطر للعبور من السواحل الشمالية للبحر المتوسط نحو جنوباسبانيا عبر جبل طارق وبعض المواقع الحدودية، تقول المصادر المغربية انها تواصل تعزيز المراكز الحدودية، وان بقاء المدينتين المحتلتين شمال البلاد في وضع غير طبيعي يساعد شبكات المتاجرة في الهجرة، وكذلك في تهريب المخدرات، على استخدام معابر المدينتين للتسلل. وقد بدأت السلطات الاسبانية، في غضون ذلك، تنفيذ خطة لتسييج مداخل المدينتين بالاسلاك الشائكة واقامة جدارات امنية للرقابة. لكن الخطة تواجه بانتقادات من أطراف عدة.