خفتت أصوات أنصار نادي روما الإيطالي الغاضبين من تدنّي مستوى فريقهم وضياع آماله في الفوز ببطولة الدوري المحلي وخروجه من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولم تكن الهزيمة الثقيلة أمام جارهم اللدود لاتسيو 3-1 في دربي العاصمة روما ذات تأثير عنيف عليهم، انشغلت جماهير روما بسؤال واحد في قضية الموسم، هل يبقى كابتن الفريق ونجمه الأسطوري وهدافه على مر العصور فرانشيسكو توتي في صفوف روما الموسم المقبل؟ أم يرحل إلى ناد أوروبي آخر؟ توتي أحرز قبل أسبوعين هدفين في مرمى بارما في الدوري، ورفع رصيده من الاهداف في روما طوال تاريخه إلى 108 أهداف، وأصبح الهداف الأول لفريقه في التاريخ متخطيا روبرتو بروتسو الذي سجل 107 أهداف لروما، وكان آخرها في ليفربول الانكليزي عام 1984. فرانشيسكو توتي أدلى بتصريحات صريحة للصحافة الايطالية بعد التّدنّي الشديد لمستوى فريقه في الموسم الحالي، مؤكداً أنه لن يبقى في روما إذا خرج فريقه من دائرة المنافسة على البطولات، وأشار الى رغبته في اللعب مع فريق قوي ينافس على أعلى مستوى، وهو الأمر الذي يدفعه لقبول أكثر من عرض من أندية انكلترا أو أسبانيا. تصريحات توتي لم تغضب أنصار روما من اللاعب الاسطوري، ولكنها اغضبتهم من إدارة النادي ورئيسه المليونير سينسي، الذي لم ينفق كثيراً في الأعوام الأخيرة لدعم صفوف الفريق، واقتصرت صفقاته على لاعبين غير معروفين، بينهم المهاجم المصري احمد حسام "ميدو". المدير التنفيذي لنادي روما وهي ابنة رئيس النادي روسيلا سينسي بادرت بإجراء حديث مع أكبر صحف العاصمة وقالت: "سنبقي توتي عندنا بأي ثمن، وسنبني فريقا قوياً ينافس على البطولات، ليس لدينا استعداد لترك هدافنا الأول ونجمنا المحبوب، الاستغناء عن توتي يعادل إغلاق الملعب الاولمبي بالنسبة لروما أو إغلاق الكوليسيوم بالنسبة لإيطاليا". وبعيداً عن الصراع والقلق في أوساط روما حول بقاء أو رحيل توتي، فإن النجم الكبير لا يقدم في الموسم الحالي ما يعكس مستواه العالي أو إمكان تدفق أندية أوروبا الشهيرة عليه، ومنذ حادث ايقافه في بطولة أوروبا 2004 بعد بصقه على الدنماركي بولسين في المباراة الافتتاحية لايطاليا، تدنى مستوى توتي كثيراً مع ناديه وغاب عن معظم مباريات المنتخب، وكثرت إصاباته وقلّت أهدافه، وكان توتي الهداف الاول لروما في الموسم الماضي برقم قياسي شخصي وسجل 20 هدفاً، وهو سجّل لفريقه باستمرار عبر 11 موسماً، علماً أنه خاض مباراته الاولى مع الفريق في 28 آذار مارس 1993 ضد بريشيا وعمره دون 17 عاماً، وسجل هدفه الاول ضد فوجيا في 4 أيلول سبتمبر 1994 قبل 23 يوماً من احتفاله بعيد ميلاده الثامن عشر. لم يتخل توتي مطلقاً عن ناديه روما عبر 14 موسماً متتالياً على غرار الايطاليين باولو مالديني مع ميلان وديل بييرو مع يوفنتوس، واحرز توتي بطولة أمم أوروبا للشباب مع منتخب إيطاليا عام 1996، وتوِّج بطلاً للدوري مع روما في موسم 2001-2000 ونال لقب أحسن لاعب في بلاده في العام ذاته، ورصيده الدولي 8 أهداف في 41 مباراة منذ 1998. ويرى توتي أن لحظة احرازه الهدف 107 لروما في مرمى بارما هي الأسعد في حياته بالقميص الاحمر لناديه، وتعادل الفوز ببطولة الدوري، ولم يعبأ بالانذار الذي ناله لنزع قميصه بعد الهدف حيث كشف عن قميص أبيض مكتوب عليه "107.. كلها لكم" ويقصد جمهور روما، وهو القميص نفسه الذي ارتداه كل الأطفال المحيطين بالملعب لإحضار الكرات، و الطريف أنهم اندفعوا جميعاً نحوه بعد الهدف في مشهد مسرحي جميل، ووقفت الجماهير في المدرجات لمدة دقيقتين لتحية توتي الذي أضاف هدفاً ثانياً له في المباراة ذاتها ورفع رصيده الى 108 أهداف.