تبدأ غداً «الثلاثاء» أولى جلسات محاكمة النائب أيمن نور رئيس حزب الغد بتهمة تزوير توكيلات لتأسيس حزب الغد الذي يرأسه، والذي سبق أن خضع لتحقيقات النيابة التي قررت حبسه احتياطيا خمسة وأربعين يوما في يناير الماضي، تم أخلت سبيله وقررت البدء في محاكمته في الثامن والعشرين من يونيو. وكان نور، أعلن ترشيح نفسه للرئاسة في مصر، منع من السفر إلى بروكسيل الأربعاء الماضي بقرار من السلطات المصرية حيث كان مقررا أن يلقى كلمة أمام البرلمان الأوروبي، وقال نور انه كان يعتزم السفر إلى العاصمة البلجيكية الخميس والعودة للقاهرة مساء الجمعة لكن مكتب النائب العام قال انه يحتاج لإذن بالسفر لان المحكمة وحدها هي التي تملك حق التصريح له بالسفر وان المسألة لم تعد في يد النائب العام وأعلن نور ان قرار منعه من السفر ليس له سند في القانون المصري . وكان نور واحدا من الشخصيات الحزبية والعامة الذين التقتهم كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في القاهرة الأسبوع الماضي كما كانت أعلنت أثناء حبسه احتياطيا أن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء قضيته حيث كان اعتقل في يناير وأطلق سراحه في مارس ووجهت إليه اتهامات بتقديم توكيلات مزورة لتأسيس حزبه، يقول نور وأنصاره إنها اتهامات لا أساس لها وان وراءها دوافع سياسية ويعلق آمالا كبيرة على أن تمتد يد رايس لإنقاذه في اللحظات الأخيرة على اعتبار نظرتها إليه كأحد أهم دعاة الليبرالية في مصر. وقد دعا نور أنصاره وأعضاء حزبه، الذي كان شهد انقسامات حادة ومبكرة على خلفية قضية تزوير التوكيلات باستقالة عدد من أبرز كوادره وأخرهم الدكتورة منى مكرم عبيد نائب رئيس الحزب، إلى الاحتشاد أمام محكمة جنوبالقاهرة التي ستشهد أولى جلسات محاكمته والتي من المتوقع أن تحظى بتغطية كثيفة من جانب القنوات الفضائية والصحف ووكالات الأنباء العربية والأجنبية. وأكد نور في تصريح ل«الرياض» أنه يثق في براءته، وأن حملته لانتخابات الرئاسة ستستمر وأنه يعول على إرادة الشعب كما سيعتمد في تمويل حملته الانتخابية على أموال الشعب لا أموال الدولة والحكم الراهن، لأنه مرشح من أجل هذا الشعب. وكان نور أطلق مؤخرا في لقاء شعبي بالإسكندرية حملة للتبرع لجمع عشرة ملايين جنيه لتمويل حملته الانتخابية. ومنذ إطلاق سراحه في مارس الماضي بقرار من النائب العام صعد أيمن نور من تحركاته من أجل استغلال قضيته لحشد التأييد الشعبي لموقفه، وليجعل من نفسه رمزا لمرحلة من النضال، كما صعد من انتقاداته وهجومه على الرئيس مبارك ونجله جمال، وسعى في الوقت نفسه إلى التحالف مع الأحزاب الكبرى التي قاطعت الاستفتاء «الوفد، التجمع والعربي الناصري» لكن حزب الوفد رفض بشده انضمامه إلى هذا التحالف لرواسب وخلافات قديمه بين نور ورئيسه الدكتور نعمان جمعة. ولم يتوقف نور عن التضامن مع المطالبين بالتغيير والإصلاح فانضم إلى بعض تظاهرات الحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» وغازل الإخوان المسلمين في تظاهرته الأخيرة التي نظمها «السبت» للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين والمعتقلين بموجب قانون الطوارئ، لكن كثيرا من التيارات والأحزاب في مصر يبدو أنها لا تثق في نور وتراه شخصية مشاكسه متقلبة تبحث عن الشهرة والأضواء والمجد الشخصي، فضلا عن أنه شخصية مثيرة للجدل ويختلف عليها كثيرون. وقالت جميلة إسماعيل زوجة نور، وكيلة حزب الغد إن هذه التظاهرة تأتي في إطار سلسلة الفعاليات التي أعلن عنها نور في فترة حبسه احتياطيا، على خلفية اتهامه بتزوير توكيلات لتأسيس حزبه للتضامن مع المحبوسين احتياطيا . وكانت إسماعيل نفت في وقت سابق ما تردد عن عقد نور صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين، يسمح لهم بمقتضاها ترشيح عدد من عناصرهم في انتخابات مجلس الشعب المقبلة عبر حزب الغد، في مقابل أن يحصل نور على تأييد الجماعة في الانتخابات الرئاسية التي قال انه يثق في الفوز بها إذا كانت نزيهة . إلى ذلك انضم حزب الوفد، أحد أكبر الأحزاب المصرية، والذي شكل مع حزبي التجمع والعربي الناصري الثقل الأساسي لمقاطعة الاستفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور وشكل معها ائتلافا لخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، إلى تيار الحراك الشعبي، وقرر الخروج إلى الشارع في تظاهرة أمام مجلس الشعب اليوم «الاثنين» احتجاجا على التعديلات التي أدخلتها الحكومة على قانوني الأحزاب وقانون مباشرة الحقوق السياسية والتي وافق عليها مجلس الشعب مؤخرا . كما ينظم حزب التجمع مسيرة بعد غد «الأربعاء» في المكان نفسه وللهدف نفسه إضافة إلى المطالبة بإطلاق المعتقلين ومحاكمة وزير الداخلية المصري اللواء حبيب العادلي وإلغاء حالة الطوارئ وتوفير ضمانات لانتخابات حرة ورفع الحصار المفروض على الأحزاب وإنهاء سيطرة الحزب الوطني الحاكم على أجهزة الدولة وإطلاق حرية إصدار الصحف وإتاحة فرص متكافئة للأحزاب والقوى السياسية لطرح آرائها ومواقفها في أجهزة الإعلام الرسمية.