افتتحت في مطلع الشهر الجاري سوق انتقالات اللاعبين في أوروبا ليسمح بضم اللاعبين وبيعهم حتى نهاية الشهر، ومثل الأسواق التجارية الاوروبية في مثل هذا الوقت من كل عام، وتحديداً بعد الإسراف في موسم الأعياد، فإن المعروض قد يفوق قدرات المشترين المادية، لذا تبحث الكثير من الاندية على "اللقط" و"التنزيلات" في حين تسعى أندية إلى التخلص من لاعبين مكلفين برواتب خيالية. غالبية الأندية الإنكليزية لا تحتاج إلى دعم صفوفها بلاعبين مكلفين أو نجوم ثمينين، لسبب مهم هو فقدان القدرة الشرائية المكلفة، فالغالبية مقتنعة بما لديها حتى نهاية الموسم، فالرغبة في ضم لاعب لا يتعدى حدود الحاجة الضرورية. ومن المتوقع أن يقل إنفاق الأندية الانكليزية على شراء اللاعبين خلال هذا الشهر إلى الادنى منذ البدء بتحديد سوق انتقالات اللاعبين بنافذتين، صيفية وشتوية، قبل عامين. ففي كانون الثاني يناير الماضي بلغ صرف الأندية الإنكليزية على لاعبين جدد أقل من 50 مليون جنيه، وهو مبلغ مشابه لما تم صرفه في العام الذي سبقه. وحتى خلال صفقات العام الماضي فإن غالبية المبلغ المنفق كان على أربع صفقات رئيسية، وتحديداً بانتقال لويس ساها 12,5 مليون جنيه إلى مانشستر يونايتد وسكوت باركر 10 ملايين جنيه إلى تشلسي وخوزيه رييس 10 مليون جنيه إلى أرسنال، وجيرماين ديفو 7 ملايين جنيه إلى توتنهام، فيما لم تزد قيمة صفقات انتقال 46 لاعباً في الدرجة الممتازة على 10 ملايين جنيه. ومقارنة مع الأندية الأوروبية فان الأندية الإنكليزية كانت الأكثر انفاقاً على لاعبين جدد في هذا الشهر، إذ صرفت الأندية الإيطالية والأسبانية والألمانية والفرنسية مجتمعة أقل من 10 ملايين جنيه. أبرز انتقالات هذا الشهر بدأها ايفرتون بضم مهاجم ساوثهامبتون في مقابل 6,5 مليون جنيه، وتبعه نيوكاسل بدفع 8 ملايين جنيه لضم مدافع رينجرز جان الين بومسونغ، فيما يتوقع انتقال مهاجم ريال مدريد فيرناندو موريينتس الى ليفربول في مقابل مبلغ مشابه، أما بقية الصفقات قد تقل عن هذا المبلغ بكثير. فأندية النخبة المنافسة على الألقاب المحلية راضية بما لديها على رغم معاناة أرسنال ومانشستر يونايتد في مركزي حراسة المرمى، فالأول أقال حارسه الألماني الدولي لينز ليمان إلى الاحتياطيين وأعطى فرصة للمهزوز الأسباني مانويل المونيا، وما زال يبحث عن خليفة للدولي السابق ديفيد سيمان، مثلما ما زال الثاني يبحث عن خليفة للدنماركي بيتر شمايكل بعد خمس سنوات على رحيله، لكن أرسنال خفف من مشاكله الدفاعية بضم المدافع البلجيكي ايمانويل ايبوي من بيفيرن، فيما سيكون صعباً على مانشستر شراء أي لاعب لأنه صرف موازنة الموسم كله على المهاجم واين روني 30 مليون جنيه خلال الصيف. فيما يفتخر تشلسي بمستوى حارسيه التشيخي بيتر تشيخ والايطالي كارلو غادوتشيني، وأعرب مدربه جوزيه مورينيو عن اكتفائه بما لديه من لاعبين على رغم وجود دفتر شيكات مفتوح من رئيسه رومان ابراموفيتش، لكنه قد يتجه للبحث عن لاعب وسط يكون احتياطياً لنجومه وليس أكثر، خصوصاً بإصابة سكوت باركر وتوقع بغياب طويل. أما الأندية التي تكافح من أجل البقاء فإنها تخشى من صرف مبالغ كبيرة على لاعبين ومنحهم عقوداً برواتب عالية ومن ثم يفشلون في إبقائها في الدرجة الممتازة، ما يعني هلاكاً مادياً وإعلان انتحار على المدى البعيد على غرار ما حدث لليدز. ويستثنى من المكافحين ساوثهامبتون الذي يسعى مدربه الجديد هاري ردناب إلى إستخدام المبلغ الذي حصل عليه من انتقال المهاجم بيتي بضم خمسة أو ستة لاعبين ينشلون الفريق من دوامة الهبوط. أما في قائمة الوسط والساعين إلى التأهل إلى إحدى المسابقتين الأوروبيتين دعم ايفرتون صفوفه بضم المهاجم بيتي ويسعى إلى إضافة لاعب وسط، فيما أضاف نيوكاسل إلى جانب بومسونغ مدافع تشلسي النيجيري سيلستين بابايارو ويبحث أيضاً عن مهاجم. وفي المقابل تأمل فرق عدة بالتخلص من لاعبين يعتبرون "حملاً زائداً"، فمانشستر يونايتد منح ضوءاً أخضر لرحيل المهاجم ديفيد بيليون ولاعب الوسط ايرك دجيمبا دجيمبا، فيما يرحب ليفربول بأي عرض لضم مدافعه السويسري ستيفن هينشو والحاج ضيوف، فيما يأمل فولهام ومانشستر سيتي بإبعاد المهتمين بضم نجميهما ستيد مالبران ونيكولاس انيلكا.