باريس - أ ف ب - اعتبر مختصون سألتهم وكالة "فرانس برس" عن رأيهم في ان حزب العمال الكردستاني بقيادة عبدالله اوجلان الذي يخوض تمردا مسلحا ضد نظام انقرة، يسعى الى ايجاد موطىء قدم في ايران بعد اغلاق قواعده في سورية ولبنان وتقليص هامش مناورته في العراق. واوضح الخبير في شؤون تركيا في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ديدييه بيليون انه منذ ان ترك اوجلان سورية ولبنان "انتقلت القيادة العسكرية للحزب الى شقيقه عثمان اوجلان". واضاف ان "عثمان اوجلان الذي تربطه علاقات صداقة بالمتشددين في ايران، يسعى الى الانتقال الى هذا البلد عبر العراق" حيث لحزب العمال قواعد عدة. وحسب مصادر اخرى، فان "عثمان اوجلان مكلف رسمياً العلاقات مع ايران، اما الرجل الثاني في القيادة العسكرية للحزب فهو جميل باييك قائد قوات الحزب في المنطقة". وكان اوجلان الملقب ب "ابو" سلم نفسه الى السلطات في مطار روما في 12 الشهر الجاري وطلب اللجوء السياسي ثم سمح له بالاقامة المشروطة في العاصمة الايطالية. وقدم امس اقتراحاً بحكم ذاتي للاكراد من 7 نقاط اعلنه محامياه. ورأى بيليون ان وجود قواعد لحزب العمال في العراق يفسر العمليات العسكرية الاخيرة التي قام بها الجيش التركي في شمال هذا البلد والهادفة الى تقليص هامش المناورة لدى الثوارالاكراد . وكان زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني صرح بان حزبه سيقف ضد اي منظمة يكون هدفها شن هجمات على تركيا، مؤكدا ان منطقة شمال العراق الخاضعة لسيطرة حزبه "لا تشكل ملاذا لحزب العمال الكردستاني". واكد مصدر قريب من حزب العمال في باريس ل "فرانس برس" ان الحزب يمتلك اضافة الى معسكراته في اربع مناطق في جنوبتركيا، معسكرات تدريب عند الحدود مع ايران. وقال المصدر ان "هيئة الاركان الرئيسية موجودة في كردستان العراقية" واصفاً العلاقات بين حزب العمال والاتحاد الوطني بانها "سليمة". واكد باحث كردي طلب عدم نشر اسمه انه كان لحزب العمال الكردستاني "وجود سياسي" في مناطق سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني. واضاف ان حزب العمال يمتلك في المقابل "معسكرات عدة" في محافظتي كركوك والموصل وهما منطقتان كرديتان في شمال العراق تخضعان لسيطرة بغداد المباشرة. ويتخذ حزب العمال الكردستاني قاعدة خلفية له من شمال العراق. وفي العشرين من تشرين الاول اكتوبر الماضي، وقعت سورية اتفاقاً مع تركيا تعهدت بموجبه وقف دعمها لحزب العمال الذي يخوض منذ 1984 كفاحاً مسلحاً لإقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرقي الاناضول ذي الغالبية الكردية. الحكم الذاتي الى ذلك، أكد المحاميان الايطاليان المدافعان عن أوجلان انه يرغب في اقامة "حكم ذاتي" في كردستان لكن "من دون المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة تركيا". واضاف المحاميان لويدجي ساراسيني وجيوليانو بيسابيا في مؤتمر صحافي ان اوجلان طلب من اوروبا ان تدعم لدى تركيا "اقتراح سلام من سبع نقاط" هي: 1- وقف العمليات العسكرية ضد القرى الكردية. 2- عودة اللاجئين الى قراهم. 4- حكم ذاتي للمنطقة الكردية من دون المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة تركيا. 5- الاعتراف بحق الاكراد بكل الحريات الديموقراطية التي يتمتع بها المواطنون الاتراك. 6- الاعتراف بالهوية واللغة والثقافة الكردية. 7- التعددية والحرية الدينية. ولتحقيق هذه الاهداف، أعلن الزعيم الكردي "نطالب بفتح حوار سياسي تحت اشراف مراقبين من الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي". واكد أوجلان ان حزب العمال الكردستاني سيصادق على "الحل السياسي" الذي يقترحه اثناء مؤتمر سيعقده في غضون شهر في مكان لم يكشف عنه. وقال ايضا: "وجدت نفسي أمام خيارين: إما العودة الى الجبل لاستئناف المعركة او الاستنجاد بأوروبا... لكننا فضلنا الخيار الثاني وهو خيار سلام لا رجعة عنه ويحظى بتأييد الشعب الكردي بكل توجهاته السياسية". واستطرد: "نريد ان نفعل مثل الباسك والجيش الجمهوري الايرلندي ونطالب بحكم ذاتي وبالحرية".