أكد الحزب الاسلامي العراقي، ان عدم مشاركته في الانتخابات ليست خسارة كبيرة وان"الليونة التي ابداها بعض الاطراف السنية وتراجعه عن مواقفه المعارضة للانتخابات، امر لا يد للحزب فيه". وقال عمار وجيه، عضو المكتب السياسي في الحزب ل"الحياة"ان"الاشهر القليلة الماضية شهدت تحييد الكثير من قدراتنا ما يعني فوزنا بتمثيل ضئيل في الجمعية الوطنية، قررنا المشاركة"، وأوضح ان هناك استحقاقاً لا بد ان يأخذ مساحته المطلوبة من الاهتمام، وهذا الاستحقاق يتمثل بكتابة الدستور الدائم، ولفت الى ان الحزب أراد ان يشارك في هذه العملية كتابة الدستور بفاعلية لتضمينه"موقفنا من الكثير من القضايا مثل جدولة انسحاب القوات الاجنبية وموقف العراق من الدول المجاورة واسرائيل وغيرها من القضايا"، مشيراً الى ان"الوجود بضعف في الجمعية الوطنية يضعف موقف الحزب من هذه القضايا"، وقال ان غياب الحزب عن الجمعية الوطنية يعني ان شرعيتها الجمعية منقوصة وانه لا يرغب في"اضفاء الشرعية عليها". وأكد عمار ان القضية تحتاج الى صبر ودراسة"ومشاركة أهل السنة في الانتخابات ليست خسارة لنا في المعركة بل انعطافة ايجابية تخفف حدة التوتر"، الا انه لفت الى ان تغيير موقف بعض القوى السياسية السنية التي كانت تلتف حول الحزب، يعني ان"هؤلاء لم يكونوا مقدرين اهمية الشراكة بينهم". وشدد على ان"حكومة بهذا التشكيل لا بد ان تحتاجنا في احد الايام"، وحينها سيعمل الحزب الاسلامي على طرح رؤيته الخاصة. وزاد ان"الدستور الدائم اذا كتب في ظروف شبيهة بالاكراه، فانه لا يلزمنا"، مؤكداً ان مشاركة فئات في المدن السنية في الانتخابات أمر"يسر قيادة الحزب". واشار مسؤول في تيار الصدر الى ان مشاركة"شخصيات بعيدة عن الشعب العراقي"ستفشل عمل الجمعية الوطنية وقال جليل نوري الناطق باسم التيار ل"الحياة"ان"اجراء الانتخابات في ظل الاحتلال سيفرز مجلساً لا يمثل ارادة الشعب العراقي"وأضاف ان هذه الانتخابات جاءت"وفق قانون ادارة الدولة الموقت الذي كتب بأيد اميركية"، وحذر من مخاطر"ما يحاك في الظلام ضد الشعب العراقي"، لافتاً الى ان غالبية اعضاء الجمعية الوطنية المقبلة هي"اعضاء في الحكومة العراقية الحالية التي قتلت الشعب العراقي سنة وشيعة"، واستبعد ان يكون للعراق مستقبل زاهر في ظل حكومة"تعمل تحت لواء الاحتلال". من جهة أخرى، حدد"المؤتمر التأسيسي"العراقي، أحد التيارات الدينية الداعية الى مقاطعة الانتخابات، موقفه، وقال حسين ابو العيس، عضو"المؤتمر"انها"عمل باطل ما دام مبنياً على باطل"، في اشارة الى قانون ادارة الدولة الموقت، واستغرب"مشاركة الحركات السياسية الشيعية تحت لواء المرجعية في الانتخابات التي جرت وفق قانون رفضته المرجعية قبل صدوره". الى ذلك لم يستبعد الاكاديمي والمحلل السياسي تحسين الشيخلي ان تدفع الانتخابات الى مزيد من التدهور في الوضع الامني في العراق والى تهديد جدي للوحدة الوطنية العراقية، خصوصاً بعد انحياز المرجعية الى قائمة دون اخرى، وفق اعتبارات طائفية محضة، وقال ل"الحياة"ان"استمرار القوى المناهضة للانتخابات والمقاطعة جاءت من شرائح تحمل رؤى سياسية بعيدة عن الطابع الطائفي وتهدف الى بناء دولة مستقرة وموحدة كما تدعو الى توافق عراقي عام على قضايا جوهرية ذات ارتباط بمستقبل النظام السياسي"، مشيراً الى ان"الدعم الاميركي لحركات سياسية بعينها من بين اكثر من 170 تنظيماً سياسياً ادى الى فوضى ايديولوجية داخل الاوساط الجماهيرية المسيسة والمثقلة بموروث ثقافي سياسي يلغي دور الاخرين". ولفت الى ان مؤتمر شرم الشيخ الذي رعته الولاياتالمتحدة والامم المتحدة دعا الى"حوار وطني للمصالحة وازالة الاحتقان السياسي قبل الانتخابات ما جعل الاوساط المقاطعة للانتخابات تظهر الليونة، لكن عدم تحقيق مثل هذا الحوار أدى الى استمرار اصرار هذه القوى على المقاطعة. واستبعد الشيخلي اي غالبية ومن اي طائفة في الجمعية الوطنية المقبلة". ولفت الى ان النظام النسبي الذي اعتمد في توزيع مقاعد الجمعية"سيحدث التوافق المطلوب وبحسب رغبات الادارة الاميركية لضمان تحقيق أهداف الغزو". مؤكداً ان هذا التوزيع سيكون باشراف السفير الاميركي في بغداد جون نيغروبونتي. من جهة اخرى اتهم مسؤول بارز في"هيئة علماء المسلمين"في العراق، الحكومة العراقية باجبار الناخبين في مدينة الفلوجة على الذهاب الى مراكز الاقتراع، وقال عمر سعيد مسؤول الهيئة في الفلوجة ل"الحياة"ان الحكومة ساومت اهالي المدينة ودفعت لهم مبالغ مالية مقابل التصويت في الانتخابات البرلمانية امس، واضاف:"طالما ان الاحتلال موجود فان الانتخابات لن تكون نزيهة باي حال من الاحوال"، واكد ان موقف الهيئة سيبقى معارضا لأي عملية سياسية لمرحلة ما بعد العملية الانتخابية.