اتهم الناطق الرسمي باسم "هيئة علماء المسلمين" الشيخ محمد بشار الفيضي الحكومة العراقية بأنها تسير في فلك الاحتلال وتنفذ مطالب الاميركيين، نافيا ان يكون هناك جديد يدعو الى استئناف المفاوضات حول الفلوجة. وقال الفيضي ل"الحياة" ان "الحكومة تسير في فلك الاحتلال وتنفذ ما يطلبه الاميركيون ضدنا" مؤكداً ان الحكومة "لم تمارس حتى اللحظة اي ضغوط مباشرة على الهيئة لكن القوات الاميركية تساندها القوات الحكومية تدهم المساجد وتعتقل رجال الدين". واضاف ان "اكثر من سبعين عضواً في الهيئة بين عالم دين وخطيب وامام مسجد اعتقلوا بذريعة وصف القوات الاميركية بقوات احتلال في خطب الجمعة". وفي ما يتعلق بمدينة الفلوجة اكد الفيضي عدم ممانعة الهيئة او اي جهة دينية اخرى في استئناف المفاوضات "لكن لا يوجد شيء ملموس وعملي لحد الآن لاستئناف المفاوضات". ونفى ان تكون الهيئة عقدت تحالفاً مع قوى سياسية او جهات عشائرية ودينية للدخول في العملية السياسية والتحضير للمشاركة في الانتخابات، وشددت على انها لم تصدر فتوى بمقاطعة العملية الانتخابية وانما تم تعليق موضوع البت في الانتخابات بعد مؤتمر علماء الدين في العراق الذي عقد الاسبوع الماضي فيما لو تم اجتياح الفلوجة أو قصف أي مدينة عراقية اخرى. واعتبر الناطق الرسمي باسم الهيئة الشيخ محمد ان "الهيئة لا ترغب في المشاركة في الانتخابات تحت الاحتلال، واحتمال عدم مشاركتها حتى مع خروجه تبقى ضئيلة". وأكد ل"الحياة" ان علماء الدين العراقيين اجتمعوا لبيان موقفهم من الانتخابات في الوقت الذي تضرب فيه مدن عراقية لتهيئتها للعملية الانتخابية، موضحاً ان مؤتمراً ثانياً سيعقد لاتخاذ موقف من اي تطورات جديدة. واشار الفيضي الى ان مسار الانتخابات "خاطىء" منذ بدايته و"مثير للجدل"، واوضح ان "التحالفات التي تعقدها الاحزاب السياسية في ما بينها تفضي الى تهميش دور الشخصيات المستقلة ونسبتهم تقترب من 95 في المئة من العدد الاجمالي للعراقيين، فيما تقتصر نسبة الشخصيات التي تنتمي الى الاحزاب على خمسة في المئة من مجموع المجتمع العراقي على اكثر تقدير". وعرف الفيضي "هيئة علماء المسلمين" بأنها "مرجعية دينية اضطرت الى اتخاذ مواقف سياسية لغياب القوى السياسية المعارضة للاحتلال". وقال "لسنا حزباً ولا حركة سياسية وليس لدينا طموح في السلطة او في اجهزة الدولة". واضاف "تقتصر اهداف الهيئة على ايصال الشعب العراقي الى وضع آمن ومستقر وتطالب بانتخاب حكومة وطنية عبر عملية انتخابية نزيهة"، مشيراً الى انه "في حال تحقق هذا الهدف فستبقى في دائرة المرجعية الدينية وستكون مهمتها رعاية المساجد والمدارس الدينية وتقديم مشاريع خدمية وانسانية للعراقيين".