قال رئيس الحزب الاسلامي العراقي محسن عبدالحميد ل"الحياة"إن حزبه قرر المشاركة في الانتخابات العامة مطلع السنة المقبلة. وأضاف:"رغم تحفظاتنا على ما يجري في الفلوجة من احداث دامية، فأن الحزب الاسلامي يرى من الضروري المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها". وأشار الى وجود تيار قوي في مناطق المثلث السني معارض للعنف، ورأى ان الحديث عن أنشاء احزاب سياسية في الفلوجة والرمادي ومناطق هيت وعانة وراوه والقائم سابق لأوانه. وأفاد أن هذه المناطق ستقاطع الانتخابات ولا تفكر في تأسيس أحزاب في الوقت الحاضر. وأكد ان مناطق السنة تقدر موقف الحزب الاسلامي في الانسحاب من الحكومة ومتفهمة لمشاركته في الانتخابات. واستدرك قائلاً:"المصاعب التي واجهتها الفلوجة وقبلها سامراء قد تؤدي الى تعزيز مواقع أصحاب الحكمة والتعقل وربما يفضي ذلك الى بروز قوى سياسية لكن الأمر في حاجة الى جهد استثنائي ووقت". واعتبر ان الحزب الاسلامي العراقي هو الحزب السياسي الوحيد في مناطق محافظات الانبار وتكريت والموصل. وقال ان الحزب فيها يواجه صعوبات كبيرة بسبب نفوذ أتباع نظام صدام حسين. وزاد:"رغم ذلك، فإن الحزب الاسلامي يتمتع بشعبية كبيرة بين السكان السنة في العراق وسيكون الممثل الاكبر لهم في الانتخابات المقبلة". وتابع أن الحرب القاسية التي سيشنها الأميركيون على الفلوجة ستؤثر سلباً في شرعية الانتخابات والقوى المشاركة فيها، مؤكداً ان مشاركة الحزب الاسلامي ستواجه الكثير من الانتقادات نتيجة ما حصل في الفلوجة. ولفت الى ان أي تداعيات أمنية جديدة وخطيرة في بقية مدن العراق قد تسفر عن تراجع الحزب عن قراره المشاركة في الانتخابات. واتهم الاميركيين بإفشال المفاوضات السابقة بين وفد الفلوجة والحكومة العراقية. وقال ان الأميركيين يتحملون مسؤولية تغليب الحل الأمني في الفلوجة، مضيفاً ان القوات الأميركية مارست ضغوطاً على الحكومة العراقية لقطع مشوار المفاوضات. إلى ذلك، تواصل القوات الأميركية دهمها لمقار الحزب الاسلامي في مناطق بعقوبة والفلوجة والرمادي وسامراء وبعض احياء بغداد في مؤشر الى أن الحزب ربما يكون متهماً بإخفاء مسلحين أو لجوء بعض هؤلاء الى مراكزه. ومن جهة أخرى، فإن قرار الحزب الاسلامي المشاركة في الانتخابات رغم احداث الفلوجة المرعبة قد يثير المزيد من الخلافات بينه ومجلس شورى أهل السنة والجماعة في ضوء تقارير تحدثت عن ضغوط شديدة يمارسها تيار الاخوان المسلمين ذو النفوذ القوي في هيئة علماء المسلمين على قيادة الحزب لثنيه عن قرار انضمامه الى العملية السياسية.