تعتبر دولة قطر حليفاً مهماً لأميركا في الخليج العربي حيث تقدم قاعدة عسكرية ودعماً حاراً للسياسات الأميركية، لكن العلاقات بين الجانبين تشهد توتراً حول مسألة مربكة: تبني الدوحة قناة الجزيرة"التحريضية". وكان ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس ووزير الخارجية السابق كولن باول ومسؤولون آخرون في الادارة الأميركية احتجوا بقوة لدى المسؤولين القطريين بأن القناة"مضللة وكاذبة"في بعض الأحيان وخصوصاً في تغطيتها لأحداث العراق. وقال مسؤول قطري أن الضغط على حكومته كان مكثفاً الى درجة أنها بدأت تسرع خططاً لبيع"الجزيرة"، على رغم أن مسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش يعتقدون بأن محطة خاصة في المنطقة لن تكون أفضل. وتابع المسؤول القطري ذاته:"ضممنا أخيراً أعضاء جدداً الى مجلس تحرير الجزيرة وتتمثل احدى مهماتهم في اكتشاف أفضل طريقة لبيعها"، لافتاً الى أنه سيكون أكثر صراحة لو لم تحدد هويته. وأوضح:"نعاني حقيقة من صداع... ليس فقط من الولاياتالمتحدة بل من مؤسسات اعلانية ودول أخرى أيضاً". وأعرب عن أمله في أن لا يؤدي بيع المحطة الى اضعاف محتواها. وتتراوح التقديرات حول عدد مشاهدي"الجزيرة"بين 30 و50 مليوناً، ما يضعها في مكان متقدم جداً أمام منافسيها، لكن هذا النجاح لم يترجم الى أرباح، فيما تعتمد المحطة على منح كبيرة من الحكومة التي سبق أن درست وسائل لبيعها. وأقر مسؤولون أميركيون بأن الضغط الأميركي على المحطة، والذي ترجم بعدم دعوة قطر الى اجتماع قمة في جورجيا ناقش مستقبل الديموقراطية في الشرق الأوسط، أدى الى تعرض واشنطن الى اتهامات ب"النفاق"وخصوصاً في ضوء الدعوات المتكررة لبوش الى المزيد من الحريات والديموقراطية في المنطقة. وفي الدوحة أ ب أوضح الناطق باسم"الجزيرة"جهاد بلوط أن القناة تناقش خصخصتها منذ 15 شهراً، مضيفاً:"كنا نحصل على معونات مالية من الحكومة القطرية منذ عام 1996 ونعتقد بأن هذه هي المرحلة المقبل. العامل الأكثر أهمية هو أن تحافظ"الجزيرة"على استقلاليتها". وتشمل الاحتجاجات الاميركية استمرار القناة في بث اشرطة زعيم تنظيم"القاعدة"اسامة بن لادن، وتغطيتها للاوضع في العراق خلال العام الماضي ولا سيما في الفلوجة والخسائر المدنية فيها قبل ابعاد القناة من العراق، اضافة الى تغطيتها للاحداث في الاراضي الفلسطينية. وقال مسؤولون اميركيون ان القناة تقوم بتكرار مشاهد مقتل المدنيين الى ما لا نهاية، في محاولة لاثارة العواطف حول العراق.