أقر وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة في السعودية الدكتور عبدالعزيز العمار في تصريح الى"الحياة"تورط بعض الائمة في بلاده"في الانسياق وراء الحماسة ومطالب الجماهير"على حساب تعليمات كانت وزارته دعت إلى التقيد بها في الخطابة والقنوت، كما أكد أن جهاز الرقابة في الوزارة كشف لدى استجواب عدد من الأئمة المخالفين"نقصا وفقراً في الحس الوطني والولاء". إلا أن العمار أعاد ذلك إلى"الجهل بأن حب الوطن من الدين"، ورفض وصف عزوف الائمة عن القنوت لمصلحة الشأن المحلي بأنه ظاهرة، ورأى العلاج في"توعية الأئمة بواجبهم نحو بلادهم، وليس بفصلهم". وفي ما يتعلق باصلاح الخطاب المنبري في مساجد المملكة، شدد العمار على"رفض الوزارة أن تتضمن الخطبة أو الموعظة تجريحاً بشكل عام أو خاص، لأن ذلك يحول دون انتفاع الناس منها، وتعليماتنا واضحة في نهي الأئمة عن تسييس الخطبة، إذ لوحظ أن كل الآراء السياسية شخصية، والمستمعون إنما أتوا للمسجد لسماع ما يفيدهم في دينهم وليس للتوعية السياسية". ونفى أن تكون الوزارة بذلك تمهد ل"علمنة"المنابر كما يردد البعض، وقال:"يجب أن نفرق بين تبني المنهج العلماني في فصل الدين عن الدولة، وبين تناول المواضيع السياسية على المنابر وفي الوعظ والإرشاد. قولنا السياسة من الدين لا يعني أن نثير على المنابر قضايا هي مجال للخلاف، وحين نرفض إثارة الشقاق والفتن في المساجد فهذا لا يعني فصل الدين عن الدولة". من جهة أخرى، أوضح العمار أن أعداد الخطباء والمؤذنين الذين يتحدث بعض الأوساط عن فصلهم"مبالغ فيها فالأعداد الفعلية لا تتجاوز في الاجمال ألف شخص ما بين خطيب وإمام ومؤذن، والبعض منهم بادر بالاستقالة حين تأكد أن الجهات المعنية في الوزارة تتابع أداءه بشكل مكثف". وإلى ذلك كشف العمار أن"العدد التقريبي للمساجد في السعودية يبلغ 45 ألف مسجد، منها 11 ألف جامع تشرف عليها وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد".