استبعد رئيس اللجنة الاستشارية المكلفة رسمياً النظر في اوضاع خطباء وائمة ومؤذني المساجد في السعودية الشيخ صالح بن غانم السدلان ان يكون بين 900 من الائمة والخطباء والمؤذنين تم فصلهم من مهماتهم في انحاء المملكة علاقة بالترويج للعنف او التعاطف مع العناصر الارهابية. لكنه أقرّ في حوار مع "الحياة" بان لبعضهم تجاوزات ليست بعيدة عن هذا الشأن ولم يتراجعوا عن مواقفهم، مما اقتضى وقفهم عن الخطابة. واشار الى ان من بين المفصولين 50 خطيباً، وقال ان اللجنة تتمتع بصلاحيات واسعة ولها ارتباط مباشر بوزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح آل الشيخ، مشيراً الى ان اللجنة تملك صلاحية الانذار والتوجيه والتقويم والفصل. واضاف ان "الذين لا يتراجعون عن تجاوزاتهم لن نتردد في ايقافهم وفصلهم". وقال إن اللجنة تتعاون مع سائر الأجهزة الحكومية ذات العلاقة في ما يتصل بمراقبة ومتابعة المساجد وأداء الأئمة والخطباء والمؤذنين، موضحا أن اللجنة أعدت برامج تدريب في القرى والمدن النائية ليتمكنوا من أداء مهماتهم على الوجه الأكمل، إلى جانب محاسبة المقصرين. وحول إصلاح خطاب المنابر الذي يرى البعض أنه دون المستوى اللائق، رفض السدلان ذلك وقال: "خطاب المنابر لدينا خطاب جيد يعالج مشكلات المجتمع، وهو مفيد وبناء، ونحن بالجملة راضون عنه". وفي ما يأتي نص الحوار: * هل الخطباء ال900 الذين تم فصلهم كانوا يعملون في الرياض فقط؟ - العدد يشمل كل أنحاء المملكة، والأئمة والخطباء منهم لا يزيدون على خمسين شخصا، اما الباقون فمن المؤذنين في المساجد البعيدة، وفصلوا نتيجة عدم المواظبة. * ما هي معايير أهلية الإمام التي يفصل من لا يستوفيها؟ - المعايير سهلة: هي أن يحسن الخطابة وإفادة المسلمين، وأن يكون منضبطا مواظبا على الإمامة، وعلى الأذان إن كان مؤذنا، بمعنى ان يكون قادرا على القيام بالمسؤولية. * ومن لا تتوافر فيه هذه المعايير؟ - يقوّم إن كان قابلا للتقويم ، وإلا طوي قيده. * متى تتوقعون الانتهاء من تنفيذ خطتكم لإعادة هيكلة وظائف المساجد؟ - أتوقع أن يستغرق ذلك ثلاث سنوات. * ما هي أبرز ملامح الخطة؟ - أبرز ملامحها تدارك الأخطاء التي تحصل من الأئمة والخطباء والمؤذنين الذين لديهم نقص في أداء واجباتهم أو ما يؤثر في الصلاة وكمالها. * هل هناك أي إجراءات تسبق الفصل؟ - لدينا خطوات عدة قبل الفصل، فلا نلجأ إليه إلا عندما يتعذر التقويم أو الإصلاح، وجميع الذين فصلوا أو غالبيتهم العظمى لم يراجعوا الوزارة لأنهم عرفوا أنهم مخطئون، ولا يقومون بأعمالهم على الوجه الصحيح. * وماذا لو تظلم أحد من هؤلاء الأئمة؟ - لو تظلم ربما أعيد إلى وظيفته فورا... وحدث أن تظلم اثنان ممن فصلوا إلى الوزارة فأعيدا بعد أن أثبتا قدرتهما على أداء المهمات الموكلة إليهما. * وهل لدى اللجنة برنامج معين لتطوير قدرات الأئمة والخطباء؟ - اللجنة شكلها الوزير الشيخ صالح آل الشيخ وسماها لجنة العناية بالمساجد، بالإضافة إلى اللجنة الشرعية والفنية. ولدينا دورات للأئمة والمؤذنين تؤهلهم بالقدر الكافي في القرى والهجر النائية. وأما أئمة المدن فغالبيتهم خريجو جامعات وعلماء، لا يحتاجون إلى مثل هذه الدورات. * وما هو دور اللجنة في الحد من التجاوزات؟ - الخطباء الذين يتدخلون في ما لا يعنيهم ويتعرضون لمواضيع لا تهم المواطن، يتم توجيههم ويحذرون من التمادي، فإن امتنعوا عن سماع التوجيه جرى وقفهم عن الخطبة، وهذا أيضا من صلاحيات اللجنة. * يتهم بعض الخطباء بالترويج للعنف والانقسامات داخل المجتمع. - أنا لا أقول ان هناك من يروج أو يتعاطف مع العنف ويدعو إلى تفرقة المجتمع، ولكن هناك من الخطباء من لديه بالفعل تجاوزات في هذا الباب. لكن غالبيتهم تتراجع بعد التوجيه والموعظة الحسنة. * هل الخطباء ممن يتمتعون بشعبية كبيرة، الذين تم فصلهم، فصلوا بسبب تجاوز التوجيهات؟ - نعم .. قد يكونون كذلك، فلعلهم امتنعوا عن تنفيذ التوجيهات، ولا أذكر أحدا بعينه لكن قد يكون هذا هو السبب، ومن يخالف أمر الجهات المسؤولة ويقوم بما يخالف المصلحة فإنه يوقف عن الخطابة بالتأكيد. * هناك من يرى أن آلية تعيين الأئمة والخطباء تحتاج إلى إعادة نظر وإلى مزيد من التحري. ما هو رأيكم؟ - أنا أتفق معك على أن هذا الأمر ضروري، لكنه لا يكفي. فقد يكون الشخص عند تعيينه مؤمنا بشيء، وبعد حين تتغير قناعاته، وقد يُرتضى وتنطبق عليه كل المعايير ثم يتغير. الإنسان رهن التأثير والتأثر دائما، ولذلك فإن المراقبة والمتابعة والمناصحة ضرورية، وحتى الآن بحمد الله لم نجد أحدا عاند أو أصر على خطئه، فالغالبية متعاونة ومتجاوبة. * هناك من يطالب بتطوير خطاب المنابر؟ -أنا أرى أن من ينتقد منابرنا وخطابها إنما يعبر عن وجهة نظره الشخصية، والحقيقة أن خطاب المنابر لدينا خطاب جيد يعالج مشكلات المجتمع، وهو مفيد وبناء وراضون عنه. * ماذا عن حدود صلاحيات لجنتكم؟ - صلاحياتها زيارة المساجد والصلاة فيها للاستماع إلى الأذان والصلاة وكذلك الخطبة، وعندها تخرج بنتيجة تقررها. وفي الاجمال فإنها ذات صلاحيات واسعة وارتباطها بالوزير مباشرة. * هل هناك نتائج لعمل اللجنة؟ - بعد مرور أشهر ليست بالكثيرة ستجد واقع المساجد قد تغير من نواح عدة: في المواظبة على الأذان والإمامة وتلاوة القرآن وأداء الأذان بشكل صحيح. أيضا بالنسبة لمواضيع الخطبة، سنعمل على أن تكون معالجة لحياة الناس وقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية وغيرها. * هل يعني هذا انكم ستفرضون مواضيع معينة على الخطباء؟ - لا نفرض، بل سنرشد من استرشدنا وطلب منا العون والمساعدة. * يقال إن جهات حكومية أخرى كوزارة الداخلية حاضرة في بعض إجراءاتكم، فما هي طبيعة تعاونكم مع الجهات الرسمية؟ - التعاون بيننا وبين الجهات الرسمية في الدولة كبير ومثمر.