أعلنت حركات سياسية عدة مقاطعتها لانتخابات الرئاسة الفلسطينية، وفي مقدمها حركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي" اللتان تريان في المقاومة وسيلة لقمع الاحتلال وتعتبران ان الانتخابات لا يمكن ان تكون نزيهة في ظل الاحتلال. ويقول القيادي في "الجهاد الاسلامي" الدكتور نافذ عزام: "من الناحية المبدئية نحن مع الانتخابات اذ نرى فيها المدخل السليم لحياة سياسية صحية وصحيحة. لكننا نقاطع لاعتبارات عدة منها أهمها اننا نحمل برنامج المقاومة والتحرير في هذه المرحلة ونرى ان هذا البرنامج لم يستنفد أغراضه بعد، وبالتالي نعطيه الاولوية. وطالما لم نحقق هذا البرنامج فلا طموح لدينا للوصول الى الرئاسة. وطالما استمر الاحتلال لا يمكن ان نطمح الى الوصول الى الرئاسة لأن من يصل الى منصب الرئاسة قد يكون مضطرا لاقامة علاقات واتصالات مع الولاياتالمتحدة واسرائيل مما يتعارض مع خطنا الفكري والسياسي". ولكن هل يمكن للمقاومة وحدها ان تجلب السلام للفلسطينيين؟ اجاب: "بالنسبة الينا المقاومة ليست عبثية أو بلا هدف. هي وسيلة للوصول الى اهدافنا واستعادة حقوقنا. واذا اردنا ان نتحدث عن المشكلة الحقيقية فهي تكمن في عدم وجود مشروع سياسي وافق امام الفلسطينيين. في السابق اعلنت كل التنظيمات الفلسطينية هدنة والتزمنا بها، لكن اسرائيل خرقت التعهدات واستمرت في جرائمها العسكرية. وأمام هذا الوضع فان المقاومة متواصلة ونحن نعمل بعقل ومن خلال برنامج، وفي حال استمرار الاحتلال فان المقاومة مطلوبة بل انها ردة فعل طبيعية لشعب يتعرض للعدوان ويعيش تحت الاحتلال وهي حق طبيعي ومشروع في مواجهة العدوان". وعن مواجهة ظاهرة التسلح وما اذا كانت الحركة على استعداد للتعاون مع "أبو مازن"، قال: "سبق وتعاونا مع ابو مازن في الحكومة السابقة ولم تكن لدينا مشكلة. واجتماعنا الاخير معه كان ايجابياً، اذ يستند الى رؤية واقعية بحيث يضمن مصلحة شعبنا الفلسطيني. قلنا ونؤكد اليوم اننا مستعدون للتفاهم وأيدينا ممدودة لحوار سليم ومتين فنحن على قناعة بان الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتخاطب بيننا. أما بالنسبة الى التسلح، ففي ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية من غير المنطقي الطلب من الفلسطينيين وقف مقاومتهم في وقت قدموا مبادرات عدة لم تقابلها اسرائيل الا بمزيد من العدوان والبطش. كفلسطينيين سنواصل الحوار مع السلطة وبقية الفصائل الفلسطينية، فنحن نعيش في سفينة واحدة ونواجه خطراً واحداً. علينا كفلسطينيين المحافظة على ارث ياسر عرفات ورفضه الاستجابة للضغوط الاميركية والاسرائيلية. كما علينا الحفاظ على ارث التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا. كل هذه الامور يجب ان تكون جزءاً من اولويات برنامج اي مرشح فلسطيني يبحث عن دعم الاخرين".