أمير تبوك يدشن مشاريع جديدة للطرق بالمنطقة    كايسيد وتحالف الحضارات للأمم المتحدة يُمددان مذكرة التفاهم لأربعة أعوام    أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    مدير فرع وزارة الصحة بجازان يفتتح المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالبًا وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة موهوب 2    ضيوف الملك يغادرون المدينة إلى مكة    د. الربيعة ل"الرياض": "التوائم الملتصقة" من دول الأزمات تخضع للرعاية السعودية    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير كورنيش الحمراء بالدمام (الشاطئ الغربي)    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    "نايف الراجحي الاستثمارية" تستحوذ على حصة استراتيجية في شركة "موضوع" وتعزز استثمارها في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي    غربلة في قائمة الاخضر القادمة وانضمام جهاد والسالم والعثمان وابوالشامات    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب يؤرخ لتداولها من القرن الرابع قبل الميلاد وشملت الأصداف والأحجار . اليمن يستعد لإنشاء أول متحف للنقود في البنك المركزي
نشر في الحياة يوم 29 - 01 - 2005

أعلن البنك المركزي اليمني خطة لإنشاء أول متحف للنقود في صنعاء من خلال مناقصة عامة عرضت على المقاولين والشركات ستعلن نتائجها الشهر المقبل. وقال محافظ البنك المركزي اليمني أحمد عبدالرحمن السماوي ل"الحياة"أن"المتحف سيضم في جنباته الموروث الحضاري العريق لليمن في مجال تداول النقود وسيكون مركز إشعاع ثقافي لدراسة تاريخ اليمن من خلال مسكوكاته".
وأضاف"أن البنك المركزي اليمني أعد أخيراً كتاباً عن النقود اليمنية عبر العصور تضمن نماذج لما تم سكه وتداوله من النقود في اليمن وأن المتحف سيكون فرصة لجمع هذه الثروة المشتتة في مختلف أنحاء العالم وفي الخزائن الخاصة لدى هواة جمع العملات".
واشار السماوي الى"أن الكتاب يحتوي على نماذج تبدأ من الأصداف والأحجار البدائية التي يُعتقد أنها استخدمت كوسيلة للتداول والمقايضة مروراً بعدد من الدويلات اليمنية قبل الإسلام وبعده بما في ذلك عهود الأئمة وما سك أو طبع من النقود قبل الوحدة أو بعدها ". ويشتمل الكتاب أيضاً على بعض النقود التي تم تداولها لكنها سكت في عواصم الخلافة كدمشق أو بغداد والقسطنطينية وعلى نماذج لنقود تم تداولها كريال"ماريا تريزا"ونقود تم تداولها أثناء الحكم البريطاني بحكم القرب الجغرافي كنقود شرق آسيا والقارة الهندية.
وقال رئيس مجلس الشورى، أول محافظ للبنك المركزي اليمني مطلع السبعينات، عبدالعزيز عبدالغني في تصديره للكتاب"انه يجسد جهداً علمياً ومنهجياً لتوثيق وإضاءة لمحات من التاريخ اليمني العريق والحضارة اليمنية الزاهية في مختلف العصور".
وأكد عبدالغني"أن هذا الإصدار سيكون نواة لإنشاء متحف الموروث اليمني من النقود والعملات وسيمثل حال إنجازه مركزاً علمياً متخصصاً مؤهلاً لجميع المشتغلين والمتخصصين والمهتمين". واكد أستاذ الآثار والنقوش في جامعة صنعاء الدكتور يوسف محمد عبدالله"أن الكتاب يغطي موضوع العملات اليمنية كافة خصوصاً التي ظهرت في العصور الإسلامية والحديثة ما يجعل له أهمية خاصة كسفر نضيد وسفر نفيس فيه فائدة ومتعة للمستفيد".
يبدأ الكتاب بمقدمة عن سك النقود والمسكوكات في اليمن القديم كتبها ألكسندر سيدوف أشار فيها إلى أن أصل العملة النقدية في"العربية السعيدة"يعود إلى بداية القرن الرابع قبل الميلاد، وهي تقتدي نموذجياً بعملات أثينا ذات الأسلوب القديم التي صارت ضرباً من عملات دولية، ومن الطبيعي أن تختارها مجتمعات تجارية كمجتمعات ممالك قتبان وسبأ وحضرموت من أجل معاملاتها إلى جانب المقايضة التي بقيت مستخدمة دوماً. واشار الكتاب إلى أن كل الممالك التي سادت في جنوب الجزيرة العربية"بلاد اليمن"مثل سبأ وقتبان وحمير وحضرموت على أن تسك النقود فيما عدا مملكة القوافل الصغيرة معين، ولا يمثل مجموع العملة النقدية إلا بضعة آلاف من القطع الفضية ذات الحجم الصغير وعدد مماثل من القطع البرونزية وبعض القطع الذهبية.
البومة وغصن الزيتون
وأشار أربعون نقشا إلى تسمية العملة النقدية واستخدمت مفردات منوعة كان أكثرها استخداما هو"بلط"وقلدت العملة القتبانية في الفترة الأولى وكلها من الفضة العملات الأثينية ذات الأسلوب القديم التي تقدم على الوجه رأس أثينا وعلى القفا بومة مع غصن زيتون. وأرخت هذه العملة بفضل وجود الرمز الملكي لملوك قتبان في القرن الرابع قبل الميلاد، وتحدث الكتاب عن العملة النقدية في قتبان وسبأ وحضرموت وحمير.
وفي مقدمة تاريخية تحدث الكتاب عن النقود اليمنية القديمة مشيراً إلى أن لفظ"بلط"ورد في نصوص المسند ويرجع أقدمها إلى 400 قبل الميلاد وهي إشارات إلى نقود كانت مستعملة، وورد ذكر بعضها مع أسماء ملوك سبئيين وقتبانيين في تدوين عقود زراعية أو ضرائب في الغالب ذكرت حين الإشارة إلى دفع مبلغ أو تحديد غرامات.
المقايضة بالمحار
وخلال زمن طويل صنفت المسكوكات في جنوب الجزيرة العربية عموماً بوصفها العملة النقدية العربية الجنوبية مع وجود أسماء حريب وريدان وشقير. ويُعتقد أن اليمنيين استخدموا المحار والأحجار الكريمة وغيرها كوسائل للمقايضة بسلع أخرى في عصور ما قبل التاريخ أي العصر الحجري ، واستمر التعامل بمثل هذا النوع من الوسائل حتى اكتشاف المعادن مثل النحاس والبرونز والفضة في بداية الألف الثالث قبل الميلاد. ويحتمل استخدام المحار في اليمن كعملة في فترات سابقة للتاريخ في اليمن، خصوصاً أن لها أشكالا متشابهة وذات أحجام مختلفة ولها التكوين الطبيعي نفسه، وهناك محار يعتقد أنه تم استخدامها في بداية التاريخ كعملة ورسمت عليها رؤوس آدمية وعلى حافاتها بأحرف مسند مركبة لتعطي اسم الشخص صاحب الصورة، وهذا أمر يتكرر في قطع حجرية أو معدنية أخرى إلى جانب أشكال حيوانية وطيور وكتابات تدل على أنها ذات طابع يمني.
البومة
ويعرض الكتاب الأحجار كإحدى العملات التي استخدمها اليمنيون القدماء حيث حفرت عليها صور آدمية وحيوانية وطيور، كما يعرض لنقود النمط المعروفة بالبومة وهو عبارة عن حجر كريم خلط بمعادن بشكل مثلث يعتقد أنه سك في الألف الثالثة قبل الميلاد. وهناك عدد من العملات الفضية من هذا الطراز منها مجموعة بأحجام مختلفة تتميز بأن على الوجه رأس امرأة أو رجل متجهاً للجانب الأيسر وتملأ مساحة الوجه ملامح بارزة، وفي الظهر شكل البومة الواقفة على فرع نباتي أفقي ويتجه الجسم للجانب الأيسر بينما يلتفت الرأس للأمام بعيون واسعة ومدورة ومنقار مدبب.
ويقدم الكتاب عملة رأس إمرأة والبومة من فئات الدرهم والنصف والربع ومواصفاتها من الأمام والخلف. أما النقود السبئية فيتمثل أشهرها في شهر هلال ذي يثع درهم فضة مرسوم على وجهه رأس الملك وهو ملتفت جهة اليسار وملامحه واضحة بعمة وضفائر الشعر منسدلة بضفائر من خلف الأذن وفوق الرقبة وفي الخلف بومة تقف على ما يشبه الخنجر وتستدير حولها كتابة مؤلفة من حروف تشير إلى إختصار إسم الملك. وهناك أيضا عملات بإسم الملوك يريم أيمن وشرح آل وشرح أ ب م ، وشرح آل ، فضلاً عن عدد 8 قطع نقدية صغيرة الحجم عبارة عن رأس ملك على الوجه وفي الظهر شكل رأس الثور يملأ المساحات مع وجود علامات أو أجزاء منها.
رأس الثور
ومن النقود السبئية أيضا رأس ملك سبأ وقطع ذهبية أخرى على شكل صقر وملك ورأس الثور والرمز الديني أو الشعار الملكي والصقر باللون الأحمر. ويشير الكتاب إلى أن المعينيين عرفوا النقود وضربوها، وعثر على قطعة نقد"درهم"عليها صورة ملك جالس على عرشه واضعاً رجليه على عتبة، وهو حليق الذقن في شعره ضفائر وأمسك بيده اليمنى وردة أو طيراً وأمسك بيده اليسرى عصا طويلة وخلفه إسمه وقد كتب بحروف بارزة بخط المسند. ومن نقود الدولة المعينية رأس ملك وصقر ورأس ملك. أما نقود عصر الدولة الحضرمية فمن المعروف أنها سكت من معدن البرونز وخليط من معادن أخرى وبها شقوق وحفر يبدو أنها عملت هكذا لتؤدي الغرض إذ أنها ذات وجهين أحدهما عليه رأس شخص ذكر أو أنثى وفيها الشعر منتشر كأشعة وهي في الواقع حروف مسند والوجه الآخر عليه رسم ثور واقف وأعلاه ثلاثة حروف "ش ق ر "وشقر إسم القصر في شبوة عاصمة مملكة حضرموت القديمة، ومع ذلك فإن العملات تحفل بالكثير من الكتابات ورسوم طبيعية آدمية وحيوانية وطيور.
ومن نقود الدولة الحضرمية رأس ملك "آب يضع "وثور ورأس ملك يثع وثور ودرهم برونز ورأس ملك إمرأة "يثع "وثور.
واورد الكتاب نقوداً قتبانية مختلفة واشار في معرض الحديث عن سبأ وذي ريدان الدولة الحميرية إلى أن هذه المملكة بدأت في ضرب العملات نهاية القرن الثاني قبل الميلاد. وكشف في المواقع الأثرية عن عدد كبير من القطع المصنفة بوصفها قطعاً جزئية صغيرة من المجموعات السبئية المتأخرة استخدمها الحميريون للاستعمال الداخلي، في حين أن القطع الذهبية الأكسومية كانت تستخدم في المعاملات التجارية الدولية. أما ملك سبأ"وذي ريدان""عمدان بين"فقد وجدت ثلاثة أصناف من عملاته الفضية، منها صنفان بحجم كبير والثالث بحجم أصغر وعناصرها النقشية بارزة.
نقود إسلامية
ويشير الكتاب إلى النقود المتداولة في اليمن بعد ظهور الإسلام حتى عام 41 هجري، مبينا أن اليمنيين استمروا في صدر الإسلام في استخدام العملات اليمنية القديمة التي كانت متداولة في اليمن والجزيرة العربية، بالإضافة إلى النقود الساسانية والرومانية. وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب سكت نقود من النمط الساساني وحملت بعض العبارات التي تتناسب مع المعتقدات الإسلامية"بسم الله ولا إله إلا الله وحده محمد رسول الله"واستمرت الحال كذلك في بداية العصر الأموي حيث أصدر معاوية بن أبي سفيان نقوداً تحمل في جانبها اسم معاوية أمير المؤمنين لكن باللغة البهلوية وفي الجانب الآخر عبارات لمعتقدات ساسانية. وعلى رغم أن الخليفة عبدالملك بن مروان بدأ عملية الإصلاحات النقدية إلا أنه في البداية قلد العملة البيزنطية مع تعديلات، إذ أنه وضع صورته في وجه العملة بدلاً من صورة هرقل، وخلف العملة وضع دائرة مكان الصليب مع بقاء الثلاث درجات التي كانت في العملة البيزنطية ونقش على المحيط"لا إله إلا الله محمد رسول الله". ولم تشر الوقائع التاريخية إلى أن الأمويين ضربوا عملات خاصة بهم في اليمن حيث أن ضرب العملة كان في الغالب في عاصمة الخلافة دمشق، وسكت الدراهم الأموية في مدينة واسط في العراق وهي إحدى الولايات الأموية.
وتضمنت العملات الأموية نقودا فئة الدراهم الفضة والبرونز لعبدالملك بن مروان وسليمان بن عبدالملك، كما وجد دينار ذهب يعود إلى فترة حكم الخليفة هشام بن عبدالملك. وفي معرض عرضه لنقود العصر العباسي اشار الكتاب الى أن دنانير الولايات العباسية كانت متشابهة وبدأ ظهور أسماء المدن الإسلامية على النقود العباسية الذهبية منذ سنة 98 هجرية للمرة الاولى في عهد المأمون حتى أصبحت هذه النقود الذهبية تضرب في أهم حواضر الولايات الإسلامية.
وأول من ذكر اسمه على النقود من الخلفاء العباسيين هو هارون الرشيد، وقد حدث تطور مهم في نظام النقود العربية عندما أمر الخليفة أن يكتب اسمه واسم ابنه الأمين على النقود الذهبية كما جعل الحقوق نفسها لوزرائه والولاة وعمال المال.
وتعود أقدم العملات الإسلامية في اليمن إلى عهد أبي جعفر المنصور وورد اسم صنعاء صراحة على العملات اليمنية على نصف درهم ضرب سنة 169 هجرية ودراهم أخرى متوالية في سنوات حكم الخلفاء العباسيين يذكر فيها اسم الخليفة واسم الوالي على اليمن. وسادت زخارف وكتابة هذه العملات في عاصمة الخلافة في حين أن المعادن نفسها قد سكت في صنعاء ، حيث جاء أقدم إشارة إلى دار الضرب في صنعاء التي أنشأها محمد بن خالد البرمكي الذي جاء والياً على صنعاء عاصمة إقليم اليمن سنة 183 هجرية وظلت مستمرة في عملها حتى القرن الثاني الهجري. وأقدم الدنانير التي تحمل إسم صنعاء من القرن الثالث الهجري. وحملت النقود العباسية الأسماء الآتية: أبو جعفر المنصور وأبو عبدالله محمد المهدي وهارون الرشيد وعبدالله المأمون والخليفة الواثق بالله والمعتمد على الله والموفق بالله والخليفة المعتضد بالله والخليفة المقتدر بالله والمكتفي بالله.
نقود الدويلات
ويتحدث الكتاب عن نقود دولة بني زياد التي استمرت من 203 407 هجرية حيث عثر على دنانير ذهبية سكت في مدينة عثر تعود إلى فترة إمرة آل زياد، وعثر مدينة من مدن ساحل تهامة المندثرة الآن، ويورد الكتاب دراهم فضة في عهد"أبو الجيش إسحاق بن إبراهيم". وفي إمارة آل يعفر 257 393 هجرية سك الأمير أسعد بن إبراهيم العملة ووضع عليها اسمه واسم الخليفة العباسي المعتضد بالله، وكان أحمد بن يعفر آخر من عرف من أمراء آل يعفر. أما الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين 284 298 هجرية فقد غزا صنعاء للمرة الاولى عام 288 هجرية وضرب عملاته فيها وسجل اسمه عليها ثم توالت أسماء الأئمة منهم الهادي إلى الحق والناصر لدين الله أمير المؤمنين. وتناول الكتاب إمارة بني نجاح 407 554 هجرية وأهم من ضرب فيها نقودا بإسمه هو فاتك بن محمد بن جياش كما يتناول الدولة الصليحية 439 532 هجرية وأهم ملوكها العادل بالله الملك أحمد المكرم بن علي والملكة سيدة بنت أحمد الصليحي. وعرض الكتاب لنقود الدولة الأيوبية في اليمن 569 626 هجرية. أما الإمام عبدالله بن حمزة بن سليمان 583 614 هجرية فقد ضرب مجموعة من النقود الفضية وتكمن أهمية هذه المجموعة في أنها اشتملت على أسماء دور ضرب أخرى جديدة تمثلت في بعض الحصون اليمنية، كما تميزت بنقوشها الكتابية التي سجلت بالخط الكوفي المورق أحياناً.
وتناول الكتاب نقود دولة بني رسول ودولة بني طاهر ثم عهد المماليك في اليمن 923 945 هجرية ثم عرض للعهد العثماني في اليمن والنقود التي سكها سلاطينه، ثم أشار إلى نقود دولة آل شرف الدين ونقود الدولة القاسمية. وقال الكتاب أن الريال الفضي"ماريا تريزا"من النقود غير اليمنية التي استخدمت لدول عدة نظراً الى العلاقات التجارية مع هذه الدول ونقاء معدن هذه العملة وشهرتها. وماريا تريزا هي ملكة إمبراطورية النمسا التي تولت الحكم من 1740 1780 ميلادية. وجاء الريال النمساوي إلى اليمن عندما وصلت الحملة الفرنسية إلى المخا في 1709 ولذلك سمي الريال الفرنسي، وانتشرت بعدها نقود الدولة الفرنسية"الفرنك"وكانت من معدن الفضة وهي في وزن وحجم الريال"ماريا تريزا"وسمي الريال النمساوي بالريال"الفرنصي".
ويُقدم الكتاب مجموعة متميزة من النقود التي سكت في عهد الإستعمار البريطاني في جنوب اليمن ومنها الربية الهندية 1839 1951 وشلن شرق أفريقيا 1951 - 1965. كما يقدم الكتاب عرضاً لنقود المملكة المتوكلية.
سك العملة في لبنان
وأشار إلى أن الإمام يحيى بن محمد حميد الدين بدأ سك النقود قبل خروج الأتراك من اليمن وكانت أول قطعة ظهرت له عام 1913 وكانت عملة"ريال"وسمي بالريال العمادي الذي كان يسك في لبنان، وقد ضرب الإمام يحيى عملاته بصنعاء ، ولم يسك الإمام فئة النصف ريال وإنما فئة الربع ريال. أما نقود الإمام أحمد يحيى بن حميد الدين 1948 1962 فسميت بالريال الأحمدي من الفضة وضربت في دار الخلافة في صنعاء.
وبعد"ثورة 14 أكتوبر"قررت سلطات اتحاد الجنوب العربي تأسيس مؤسسة النقد للجنوب العربي، وفي الأول من نيسان أبريل 1965 وضع الدينار اليمني في التداول كأول عملة وطنية خاصة بالشطر الجنوبي من اليمن لتحل محل العملة القديمة وهي"شلن شرق أفريقيا"، وظهرت من الدينار عملات معدنية مختلفة.
وفي ايار مايو 1990 تقرر أن يعتبر الريال والدينار وحدة العملة الرسمية لليمن وأن يعتبر كل منهما قابلا للتداول ووسيلة دفع قانونية بقيمة تبادلية 26 ريالا للدينار، واستمر الدينار والريال يتداولان معاً حتى عام 1996 حين تم سحب الدينار من التداول خلال فترة ثلاثة شهور في أعقاب صدور ورقة المئتي ريال في آذار مارس 1996 ومنذ 11 حزيران يونيو 1996 أصبح الريال هو العملة الوحيدة للجمهورية اليمنية. ويعرض الكتاب صورا مختلفة لإصدارات مؤسسة النقد للجنوب العربي الورقية والمعدنية.
البنك المركزي اليمني
ويتناول الكتاب النقود المعدنية للجنة النقد اليمنية والبنك المركزي اليمني حيث سكت بعد الثورة مباشرة عام 1962 عملات جمهورية بنمط السك الذي كان في عهد الإمام أحمد مع بعض التغيير في العبارات وإدخال عبارة الجمهورية العربية اليمنية. وبعد قيام الثورة قامت وزارة الخزانة بسك الريال الفضي الجمهوري في مصر وهي أول عملة وطنية تم إصدارها أواخر 1963. وأصدرت وزارة الخزانة أواخر عام 1963 مجموعة من المسكوكات المعدنية سُميت بالبقشة مع العلم أن الريال يساوي 40 بقشة.
وفي عام 1974 أصدر البنك المركزي مجموعة من المسكوكات المعدنية فئات 50 و25 و5 وفلس واحد مع العلم أن الريال يساوي 100 فلس. وفي عام 1993 أصدر البنك المركزي فئة الريال الواحد المعدني الجديد بمواصفات جديدة وفي عام 1995 أصدر البنك المركزي اليمني فئة العشرة ريالات معدنية وعام 2004 أصدر البنك المركزي فئة 20 ريالاً معدنية.
وبدأت النقود الورقية للجنة النقد اليمنية والبنك المركزي اليمني عام 1966 بعشرة بقشات ثم 20 بقشة ثم جاء الإصدار الأول من فئة الريال الورقي عام 1964 وتوالت الإصدارات الورقية للريال لخمسة إصدارات، ثم أصدرت لجنة النقد اليمنية عام 1964 أول إصدار من فئة الخمسة ريالات الورقية وكان أول إصدار لفئة العشرة ريالات الورقية عام 1964، وأصدرت أول فئة من العشرين ريالا الورقية والخمسين ريالاً عام 1971.
وفي عام 1976 أصدر البنك المركزي اليمني الإصدار الأول من فئة المئة ريال وفي عام 1996 أصدر البنك المركزي فئة 200 ريال وفي عام 1997 صدرت فئة 500 ريال وفي عام 1998 خرج الإصدار الأول من فئة 100 ريال.
ويختتم الكتاب بسرد لأبرز العملات التذكارية التي أصدرها البنك المركزي اليمني منها ذكرى أبي الأحرار محمد محمود الزبيري وذكرى إطلاق سفينة الفضاء أبولو 11 إلى سطح القمر والذكرى العاشرة للاستقلال والسنة الدولية للمعاقين وذكرى ثورة 26 سبتمبر وذكرى إنشاء سد مأرب وافتتاح مصفاة نفط صافر والعيد العاشر للوحدة اليمنية والذكرى ال25 لتولي الرئيس علي عبدالله صالح المسئولية وأخيراً ذكرى صنعاء عاصمة للثقافة العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.