على رغم ضعف إقبال الناخبين المغتربين على تسجيل أسمائهم للمشاركة في الانتخابات العراقية يقول بعضهم ان مشاركتهم في الانتخابات هي"موعد مع القدر"بصورة تحيي آمالاً بانهاء العنف الذي يعصف بالعراق. وسيدلي العراقيون في الخارج بأصواتهم من يوم الجمعة الى الاحد وهو اليوم الذي تجري فيه الانتخابات بالعراق. ويقول منظمون ان مخاوف متعلقة بمستقبل العراق واللامبالاة والافتقار الى الوعي بشأن الحملة الانتخابية تساعد في تفسير عدم تسجيل نحو ثلاثة أرباع المؤهلين للانتخاب - أو نحو ذلك - اسماءهم في مراكز موجودة في 36 مدينة داخل 14 دولة تضم مغتربين عراقيين. لكن الكثير ممن سجلوا أسماءهم كانوا متحمسين ومتفائلين. وقالت زكية شهرودي وهي عراقية متزوجة من ايراني سجلت اسمها في طهران"أريد المشاركة في تحديد مصير بلادي."وفي ايران اكبر نسبة من العراقيين الذين سجلوا اسماءهم للمشاركة في الانتخابات وبلغ عددهم 53 ألفاً. وحث الزعماء الدينيون والسياسيون من الشيعة الشعب العراقي على التصويت على عكس السنة الذين دعوا الى المقاطعة. وقال ضياء الدين الدهان وهو عراقي مقيم في عمان"مبرر من يرتكبون أعمال ارهابية في بلادي هو أن الامريكيين يحتلون العراق". وأضاف:"أريد أن أوقف تفجيراتهم لذلك جئت لأسجل اسمي لاصوت لاختيار حكومة. عندما تكون هناك حكومة ينتخبها الشعب لن يكون لدى هؤلاء الارهابيين مزيد من المبررات". وقال بعض المغتربين العراقيين الذين لم يسجلوا أسماءهم انهم قلقون من وصول بياناتهم الشخصية الى الدول المضيفة أو الحكومة العراقية أو حكومات الدول التي يسعون الى اكتساب وضع اللجوء فيها. ورأى أسامة مهدي وهو صحافي عراقي مقيم في لندن ورحل عن بلاده عام 1986:"هناك افتقار في الوعي الثقافي بين العراقيين نتيجة الانتخابات التي كانت تجري بأسلوب صدام". ومضى يقول:"ليس لديهم تجربة سابقة مع انتخابات لها صدقية وهم لا يعتقدون أن هذا سيحدث... بعضهم يعتقد أنه لا طائل من ورائها ولن تغير شيئاً". وفي ديترويت بولاية ميشيغان الاميركية حيث يقدر أن هناك نحو مئة ألف عراقي مؤهل للانتخاب، قال منظمون ان واحداً فقط من بين كل عشرة سجل اسمه. وأدت اشاعات مثل فرض رسوم قيمتها 30 دولاراً على العراقيين الذين يسجلون أسماءهم أو احتمال فقدهم الجنسية الاميركية في حالة تصويتهم أو بعض المزايا الى اثناء الكثيرين منهم عن تسجيل أسمائهم. وشكك الامام هشام الحسيني وهو رجل دين شيعي فرّ من العراق عام 1979 واستقر في ميشيغان في شرعية الانتخابات واتهم الحكومة الاميركية بمحاولة ابقاء رئيس الوزراء العراقي الموقت اياد علاوي في منصبه. وقال:"نريد أفراداً يتم انتخابهم ديموقراطياً لا من يفرضون علينا. إنهم يفرضون علينا علاوي ويدفعون له مليارات الدولارات لشراء الناس وشراء الاصوات حتى يتمكن من البقاء في السلطة لمجرد أنه دمية وامعة لواشنطن".وأردف قائلاً:"نريد انتخابات ولكننا نريدها انتخابات ديموقراطية. لا نريد أن يكون هناك صدام جديد". لكن ناخباً محتملاً آخر أبدى تفاؤلاً أكبر. وقال ايثار درويش، وهو طبيب من كليفلاند بولاية أوهايو قاد سيارته لمسافة 275 كيلومتراً لتسجيل اسمه في ديترويت الاسبوع الماضي:"أعتقد أن مجرد التصويت... مجرد منح الموافقة للحكومة هو أمر جديد تماماً ومؤثر جداً". وتابع:"الناس يثبتون أنهم يؤمنون بوجود مستقبل ديموقراطي للعراق. انه ليس مجرد احتمال بل واقع... أي شيء أفضل مما كان موجوداً في الماضي".