بحث قادة ميدانيون فلسطينيون واسرائيليون أمس في سبل نشر قوات الامن العام الفلسطيني في وسط قطاع غزةوجنوبه، في اطار خطة امنية فلسطينية لاعادة الانتشار على الحدود وفي محاور التماس ونقاط المواجهة الساخنة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. وعقد القادة الميدانيون الفلسطينيون والاسرائيليون اجتماعهم قرب حاجز التفاح الاسرائيلي الذي يفصل منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس عن بقية احيائها، ولا يبعد عن مستوطنة"نفيه دكاليم"اليهودية سوى 200 متر. وجاء الاجتماع ثمرة لقاء عقده مساء اول من امس المدير العام للامن العام اللواء موسى عرفات وقائد القوات الاسرائيلية في القطاع الجنرال افيف كوخافي في معبر"ايرز"شمال القطاع استمر نحو ساعتين. وقالت مصادر امنية فلسطينية ل"الحياة"ان الاجتماع، وهو الثاني من نوعه بين الجانبين خلال حوالي 24 ساعة، اسفر عن الاتفاق على جملة من النقاط والقضايا، اهمها اعطاء الضوء الاخضر لقوى الامن الفلسطينية للانتشار في وسط القطاع وجنوبه خلال الساعات او الايام القليلة المقبلة. وكانت قوات الامن انتشرت في محيط مدينة غزة، خصوصا شرقها، وفي شمال القطاع الذي يضم بلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا. وتقضى المرحلة الثانية استعجال نشر هذه القوات في المناطق الممتدة من جنوب مدينة غزة حتى مدينة رفح اقصى جنوب القطاع. وتشمل هذه المنطقة الكبيرة انتشار القوات على طول الحدود الشرقية خط الهدنة ابتداءً من مخيم البريج وسط القطاع، وصولاً الى مطار غزة الدولي اقصى جنوب شرقي مدينة رفح، وداخل الاراضي الفلسطينية الواقعة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر الذي تطلق عليه اسرائيل محور"فلادلفي". كما تنتشر في المناطق المتاخمة لمجمع مستوطنات"غوش قطيف"الممتد من مدينة رفح جنوباً وحتى جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع، مروراً بمخيم خان يونس والمناطق القريبة منه، وكذلك في محيط مستوطنة"نتساريم"اليهودية جنوب مدينة غزة، والطريق التي تربطها بمعبر المنطار كارني، وكذلك محيط مستوطنة"كفار داروم"وسط القطاع وطريق"كسوفيم"الاستيطانية القريبة منها، التي تربط مجمع مستوطنات"غوش قطيف"بخط الهدنة شرقا. كما تم الاتفاق خلال الاجتماع على فتح الطريق الساحلية التي تربط مدينة غزة بوسط القطاع وتمر قرب"نتساريم"، وفتح حاجزي ابو هولي والمطاحن جنوب دير البلح من السادسة صباحا وحتى التاسعة مساءً، والسماح للصيادين بالنزول الى البحر بعد اغلاق للشاطئ استمر حوالي اسبوعين، واعادة فتح معبر المنطار خلال الايام القليلة الماضية. وتتزامن هذه الاجتماعات مع اجتماعات سياسية تحضيرية تهدف الى الترتيب لعقد لقاء قمة بين الرئيس محمود عباس رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. لكن اللافت ان المستوطنين اليهود المقيمين في مجمع"غوش قطيف"هاجموا السيارات التي استقلها القادة الميدانيون الفلسطينيون، واحتجوا على نشر قوات الامن الفلسطينية بسلاحها حول المستوطنات. واعطب المستوطنون اطارات السيارات العسكرية الفلسطينية قبل ان تدخل قوات الاحتلال لتمنعهم من الاعتداء على القادة الفلسطينيين. ويبدو احتجاج المستوطنين مستغربا، خصوصا وان حال التهدئة والهدوء شبه التام في القطاع تعتبر من مصلحتهم، كما نشر قوى الامن الفلسطينية ايضا. ومن المتوقع ان تشمل المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية المقبلة اعادة فتح معبر رفح البري المنفذ الوحيد الى العالم الخارجي، وكذلك اعادة تأهيل مطار غزة الدولي تمهيدا لاعادة فتحه، بعد ان دمرته قوات الاحتلال.