استشهد سبعة فلسطينيين وجرح عدد آخر في قصف اسرائيلي في مدينتي رفح وخان يونس أمس. وسقط خمسة من الشهداء في حي الزيتون جنوب مدينة غزة حيث توغلت آليات وجرافات الاحتلال الاسرائيلي صباحاً. ودارت اشتباكات بين عشرات المقاومين وجنود الاحتلال الذين اطلقوا النار في كل اتجاه، بمساندة من مروحيات"اباتشي"اميركية الصنع. ونعت"كتائب القسام"الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس الشهيدين عيسى كشكو 19 عاماً من حي الزيتون وعبدالرحمن السوسي 18 عاماً. أما الشهداء الثلاثة الاخرون فهم يحيى أبو محيسن 25 عاماً ومحمد بظاظو 21 عاماً وهيثم ابو نقيرة 21 عاما. وقامت جرافات الاحتلال بجرف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في الحي، وذلك بعد يوم واحد من العملية الفدائية التي وقعت في معبر المنطار كارني شرق الحي على خط الهدنة. كما وسعت قوات الاحتلال نطاق عملياتها بعدما توغلت آلياتها في حي الشيخ عجلين جنوب غربي مدينة غزة انطلاقاً من مستوطنة"نتساريم"اليهودية. وفي مدينة رفح، كان الحدث الأبرز أمس عندما اكتشف رجال المقاومة الفلسطينية ان كل المواقع وابراج المراقبة العسكرية الاسرائيلية المقامة على الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر جنوب مدينة رفح خالية تماما من أي جنود اسرائيليين او آليات عسكرية. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة"إن رجال المقاومة اكتشفوا صباحاً عدم وجود أي جنود في موقع صلاح الدين الواقع على الشريط الحدودي الذي تسميه اسرائيل"محور فلادلفي"، فاقتحموا الموقع ورفعوا العلم الفلسطيني عليه، واستولوا على ما فيه من ذخائر واسلحة ونواظير وغيرها من المعدات، قبل ان تصل الى الموقع دبابتان وتشرعان بإطلاق النار والقذائف في اتجاه المواطنين. وسقطت احدى القذائف على أحد الأحياء القريبة من الشريط ما أدى الى استشهاد الشاب نضال ابو طيور 22 عاماً والفتى حازم الحوت 15 عاماً واصابة سبعة آخرين بجروح، جروح اثنين منهم في حال الخطر الشديد. ولم يجد المقاومون أي تفسير لاخلاء المواقع العسكرية ، وذلك بعد نحو 24 ساعة فقط من عملية معبر المنطار، ونحو شهر من العملية الفدائية في معبر رفح وقتل فيها خمسة جنود اسرائيليين. ويبدو ان الهوس الذي أصاب الجنود والضباط الاسرائيليين من إمكان قيام مسلحين فلسطينيين بتنفيذ عمليات فدائية عبر انفاق تحت الأرض في كل لحظة خلق حالاً من الارتباك والخوف في صفوفهم، جعلهم يخلون المواقع تمهيداً للاعتماد على الدبابات والآليات العسكرية بدلاً من الوجود الدائم على الأرض في منطقة الشريط الحدودي التي شهدت أعنف الاشتباكات وأقسى العمليات الفدائية منذ اندلاع الانتفاضة قبل اربع سنوات ونصف. من جهة اخرى، شيع الفلسطينيون في مدينة خان يونس جثمان الشهيد محمد الاستاذ 30 عاماً الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء جنوب غربي المدينة وسط دعوات الثأر والانتقام لدماء الشهداء. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية فلسطينيين ليل الجمعة السبت في مناطق متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة. إلى ذلك، أفادت مديرية الأمن العام الفلسطيني امس ان سلطات الاحتلال ابلغت الارتباط الفلسطيني عزمها اغلاق الطريق الساحلية الموازية لشاطئ بحر غزة، وتربط شمال القطاع بوسطه اعتباراً من الساعة الثالثة من عصر كل يوم وحتى الثامنة من صباح اليوم التالي. وجاءت هذه الخطوة كعقاب جماعي للفلسطينيين في القطاع في اعقاب عملية معبر المنطار، ولتزيد من معاناة نحو 1.3 مليون فلسطيني، في اعقاب اغلاق المعابر الأربعة الرئيسة في القطاع حتى اشعار آخر الجمعة الماضي.