مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية الاحد المقبل تشهد المحافظات الجنوبية توتراً واضحاً يترافق مع تسارع وتيرة الاستعدادات لدى كل الاطراف من القوى والاحزاب والشخصيات السياسية والعشائرية من جهة، والحكومة والقوات المتعددة الجنسية من جهة اخرى,، فضلاً عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وتشهد البصرة، ثاني اكبر المدن العراقية، حماسة شديدة في التحضير لهذه الانتخابات الاولى في تاريخ المحافظة وعموم العراق منذ اكثر من اربعين عاماً. وكثفت المفوضية نشاطاتها خصوصاً البيانات واللقاءات، واعلن ممثلها في المحافظة عبدالصاحب البطاط انها انتهت من الإجراءات اللازمة لإعداد 386 مركزاً انتخابياً في أنحاء محافظة البصرة، يمكن للمقترعين أن يدلوا بأصواتهم فيها. وأوضح، في لقاء خاص مع بعض الصحافيين العرب والاجانب، أن عدد الناخبين المسجلين في المحافظة حوالي المليون مقترع. وقلل من شأن الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات التي تتعالى في أوساط السنة. وقال:"السنة ممثلون وسيساهمون في العملية الانتخابية. اما الذي انسحب من المشاركة فهو الحزب الإسلامي فقط". وأشاد ممثل المفوضية في البصرة ب"الاجواء الآمنة"التي تسود المحافظة ما يشجع على مشاركة المواطنين في الانتخابات، واستبعد إمكان تأثير"الارهابيين"في اول عملية انتخابية. وأكد البطاط أن المفوضية"تبذل قصارى جهدها لضمان سير العملية الانتخابية بنزاهة وحيادية"، ولفت إلى أن الانتخابات ستجرى تحت إشراف المفوضية ومراقبة منظمات أهلية ومندوبي الكيانات السياسية وشخصيات مستقلة وفق ترتيب مسبق. وأوضح أن المفوضية منحت حتى الآن 4 الاف بطاقة للمراقبين، مضيفاً أن عملهم سيتم"وفق قواعد وشروط وضعت لعملهم، ولا يتعدى مراقبة العملية"، مشدداً على أنه لا يحق لهم فرز الاصوات، لأن موظفي المفوضية هم المكلفون بفرزها تلقوا تدريباً خاصاً لهذا الغرض. وشدد على أن الموظفين"يتمتعون بالاستقلالية والبعد عن الحزبية"، عملاً بالأسس التي أنشئت عليها المفوضية. إلا أنه أقر بحدوث"ثغرات تتعلق بموظف أو إثنين في محافظة البصرة، وبعدما تحققت شخصياً من الأمر وتبين لي صحة ذلك طردناهما على الفور". وقلل البطاط من أهمية الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات التي تتعالى في بعض أوساط السنة. وقال:"السنة ممثلون في اللوائح الانتخابية وسيشاركون. إنما الذي انسحب فهو الحزب الإسلامي فقط". كما قلّل من التهديدات الأمنية، وأشار إلى أن الوضع الأمني في البصرة مستتب وجيد جداً، وتوقع أن تكون نسبة المشاركة"عالية جداً نتيجة الإجراءات الأمنية التي تطبقها الأجهزة العراقية بالتعاون مع القوات المتعددة الجنسية خصوصاً البريطانية في البصرة". ونفى حصول تهديد لموظفي المفوضية في المحافظة، وأكد في الوقت ذاته"عدم الخشية من الإرهابيين". وذكر أن التفجيرات الثلاثة التي استهدفت مراكز انتخابية في البصرة"ليست ذات شأن كونها كانت عبارة عن قنابل صوتية ولم تتسبب بخسائر تذكر". وأوضح أن المفوضية سهلت عملية الانتخابات للحيولة دون تجمهر أعداد كبيرة من المواطنين أمام مراكز الاقتراع، مشيراً خصوصاً إلى حظر اقتراب السيارات من المراكز. وعن عملية فرز الأصوات قال البطاط انه سيبدأ مباشرة فور انتهاء الاقتراع في الخامسة مساء الأحد، مشيراً إلى وجود حوالي 15 ألف موظف تابعين للمفوضية في محافظة البصرة سيتولون العملية. وأضاف أنه لا يعلم كم ستستغرق عملية الفرز. وأعرب عن اعتقاده بإتمامها في غضون ثلاثة أيام تقريباً، مؤكداً على أن الإعلان عن النتائج ليس بيده بل سيتم في بغداد. وقال البطاط رداً على سؤال ل"الحياة"عن كيفية نقل النتائج إلى بغداد ان ذلك"سيتم أولاً بأول عبر الاتصالات الهاتفية واللاسلكية والبريد الإلكتروني"، مضيفاً أن مكتب المفوضية في البصرة سيرسل أوراق الاقتراع والتسجيل إلى بغداد لاحقاً للتحقق من النتائج ومقارنتها مع النتائج التي ستُعلن.