واصلت الحكومات المحلية في جنوب العراق، والتي يرأسها أعضاء ائتلاف «دولة القانون»، مطالباتها بإعادة الفرز اليدوي في محافظاتهم، وهددت باستجواب عناصر المفوضية العليا للانتخابات باعتبارها ممثلاً عن الشعب العراقي إلى حين عقد البرلمان المقبل. وقال رئيس مجلس محافظ البصرة جبار أمين إن «مجالس محافظات جنوب بغداد عقدت في البصرة اجتماعاً عاجلاً لمناقشة دعوة رئيسي الوزراء والجمهورية لإعادة العد والتدوين اليدوي». وأضاف أن «المجتمعين اتفقوا على ضرورة استجابة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة العد والفرز يدوياً بحضور مراقبين دوليين مستقلين، إضافة إلى مطالبتنا للكيانات الفائزة بإعداد لائحة استجواب لمجلس المفوضين في حال عدم استجابته». وأشار إلى أن «هناك دعوة للمواطنين لمراقبة الانتخابات من جانبهم لضمان عدم مصادرة آرائهم». وتابع أن «عدم استجابة المفوضية للدعوات الخاصة بإعادة العد والتدوين وتجاهلها كل هذه المطالب من جانب المحافظات، يجعلنا لا نعترف بعملها ويضعها في دائرة الشكوك». وزاد: «إذا كان البرلمان الآن متوقف عن العمل، فإن مجالس المحافظات هي الممثل الشرعي عن إرادة الناخب العراقي». وطالب «رؤساء المجالس بأن يطوروا عملية التنسيق بين المحافظات لاتخاذ الموقف اللازم إزاء سير عمليات العد والفرز والبقاء متيقظين لرصد وتحليل نتائج الانتخابات من أجل ضمان عدم مصادرة إرادتهم». وقال محافظ البصرة شلتاغ عبود ل «الحياة» إن حكومة البصرة لمست وجود تزوير في العملية الانتخابية، لافتاً الى أن هذه المخالفات بدت واضحة في إعلان النتائج الجزئية خلال الأيام الماضية. وأوضح أن «مراحل إعلان النتائج الأولية التي تخص 30 في المئة من الأصوات في كل إعلان، تختلف عن سابقتها اختلافاً واضحاً يدعو إلى وجوب التحقق من آلية العد والفرز لأن النتائج انقلبت في شكل مثير للشك». وأضاف أن «عملية العد لم تكن تخص محافظات محددة حتى نسلم بأن من الممكن أن تنقلب النتائج بسبب أصواتها المؤيدة إلى كتلة معينة، بل إن العد في كل مراحله كان يشمل كل المحافظات». وقال رئيس مجلس محافظة ذي قار قصي العبادي إن «القانون ربما يكون الفيصل الأخير في حسم هذا الموضوع كون المحافظات التي عقدت اجتماعها طرحت الحل القضائي كخطوة أخيرة في حال عدم تنفيذ حكومات منتخبة المطالب». وأضاف أن «المفوضية لم ترفض في صورة قاطعة، وبررت عدم الاستجابة كون العملية نزيهة، ولا داعي للإعادة، ولكننا أشرنا إلى أن هناك لبساً في عملية التلقين والإدخال». وكانت تظاهرات خرجت في محافظة ذي قار (400 كيلومتر جنوب بغداد) نظمتها الحكومة المحلية تطالب بوجوب إعادة العد والفرز يدوياً، واصفة النتائج بأنها تعيد حزب «البعث» إلى السلطة مرة أخرى وطالبت أيضاً المرجعية الدينية بالتدخل والضغط على المفوضية. وكان أنصار «دولة القانون» نظموا تظاهرات مشابهة في النجف وبابل وبغداد أول من أمس للغرض ذاته.