رد فعل الجيل الجديد على مأساة زلزال"تسونامي"الذي هز المحيط الهندي، بدا قوياً وإيجابياً، حتى انه ادهش الحكومات وقادتها، خصوصاً أن تغطية المأساة سيطرت على مختلف وسائل الإعلام. وانشغل كثيرون من البريطانيين بالمأساة واتحدوا لجمع التبرعات المالية للضحايا بمختلف الوسائل. وكان دور الشباب البريطاني لافتاً، في جمع التبرعات واقامة النشاطات خيرية والتطوع للذهاب إلى البلدان المنكوبة والمساهمة فعلياً في عملية الاغاثة. وكان يوم 17 كانون الثاني يناير الجاري مميزاً اذ عمدت محطات الراديو التجارية غير التابعة للدولة في المملكة المتحدة الى جمع المزيد من التبرعات لضحايا الزلزال. ولمدة 12 ساعة متواصلة تضامنت المحطات التي تتنافس عادة في ما بينها، بغية استقطاب أكبر عدد من المستمعين. وتسابقت محطات الاذاعة في العاصمة البريطانية لندن لجذب المستمعين اليافعين، فراحت محطات مثل"كابيتال"و"كيس"و"هارت"تذيع اغاني"بوب"و"ار اند بي"وسواها من الاغاني الرائجة بين الشباب. وأصبح المذيعون او ال"دي جي"مشاهير على أوسع نطاق، مثل"كريس ايفانز"و"مارغاريتا تايلور"اللذين انتقلا الى عالم التلفزة بسبب شعبيتهما الواسعة، وهما من أول المتبرعين ب"وقتهم"للمساهمة بحملة"اغاثة راديو المملكة المتحدة"التي بدأت الاسبوع الفائت. خلال النهار تواصلت الاتصالات من الشباب البريطانيين معبرين عن تعاطفهم وشارحين طرقهم المبتكرة لجمع التبرعات. واتصل مدرس من مدرسة ثانوية في وايلز ليعلن جمع ألفي جنيه استرليني من طلاب المدرسة الذين تبرعوا من مصروفهم الخاص، بينما اتصلت والدة ريس، وعمره 9 سنوات، لتعلن عن جمعه 124 جنيهاً استرلينياً من مصروفه البسيط وهدايا عيد الميلاد لإهدائها الى المحتاجين من ضحايا تسونامي. واعلنت بعض المدارس عن مشروع يسمح للطلاب بعدم ارتداء الزي الموحد التابع للمدرسة شرط التبرع بجنيهين مقابل لبس ما يشاؤون ليوم واحد في المدرسة. وكان دور الشباب الموظفين لافتاً، فهم أصحاب دخل، فضلاً عن انهم متحمسون، وساهموا من خلال الشركات التي يعملون فيها. وكان منظمو"اغاثة راديو المملكة المتحدة"شجعوا المتبرعين بالمساهمة من خلال أماكن عملهم وحث الشركات على المساهمة معهم. واعلن"بنك اسكتلندا الملكي"اعطاء ضعفي أي مبلغ يتقدم به احد موظفيه، اي جنيهين في مقابل كل جنيه استرليني يتبرع به أحد الموظفين. وتمكنت حملة التبرعات من جمع أكثر من 100 ألف جنيه في الأيام الثالثة الأولى من الاعلان عن المشروع. وكانت استضافة المشاهير في برامج يوم 17 كانون الثاني احد اسباب نجاح حملة التبرعات. فقام مغنون مثل لامار وتيكساس بالغناء على الهواء مباشرة، بينما شارك آخرون مثل ليام غاليغار في حوار على الهواء مع مذيعي البرامج. وهؤلاء المغنون جذبوا الشباب من اجل الاستماع إلى حملة"اغاثة راديو المملكة المتحدة"ومن ثم التبرع. وتميزت مشاركة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بخفة الظل. فهو شارك في احد الحوارات المفتوحة عن خصوصيات حياته ومرحلة شبابه. واتصل بعض الشباب معلنين عن نيتهم بالتوجه إلى بلدان منكوبة مثل تايلندا من أجل المساعدة الفاعلة في توزيع المعونات للضحايا والذين فقدوا منازلهم. وكان الاميران الشابان ويليام وهاري شجعا الشباب على العمل الفعلي والمساهمة في عملية الاغاثة حينما قضيا يوماً كاملاً مع فريق الصليب الاحمر الدولي يوزعان صناديق التبرعات من المواد الغذائية والطبية. واقتصرت المساهمة الملكية في الحملة الاذاعية على الامير اندرو، نجل الملكة اليزابيث الثانية، الذي استضيف في الساعتين الاخيرتين من بث"اغاثة راديو المملكة المتحدة". واضافة إلى ذلك، ساهم الشباب البريطاني بالتبرع عبر رسائل الهاتف النقال. ومع ارسال كلمة"راديو"للرقم المعين، يتبرع المتصل بجنيه ونصف جنيه للحملة الوطنية من اجل ضحايا تسونامي من دون بذل الكثير من الجهد. وبعد يوم كامل من التبرعات وايام طويلة من الاعلانات والتنظيم استطاع منظمو حملة"اغاثة راديو المملكة المتحدة"جمع 3.012 مليون جنيه استرليني!