أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"، رداً على اسئلة"الحياة"، ان الحوارات التي يجريها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع الفصائل الفلسطينية توصلت الى"نتائج ايجابية"، معتبراً أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال وفي الملعب الاميركي والدولي. وأوضح ان البحث في تفاصيل التهدئة أو الهدنة الموقتة سيتم بعد اختبار الطرف الآخر وتوافر ضمانات التنفيذ. وشدد على أن الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني خط أحمر وغير وارد اطلاقاً. وأعلن ان مشاركة"حماس"في الحكومة الفلسطينية غير مطروحة، مشيراً الى أن منظمة التحرير الفلسطينية يمكن أن تشكل مرجعية عليا للشعب الفلسطيني بعد اعادة بنائها. وعن الاتصالات الأخيرة مع"أبو مازن"، قال مشعل:"أنا اعتقد بأن الاتصالات والحوارات الفلسطينية - الفلسطينية، وتحديداً بين الاخ أبو مازن ومجمل القوى والفصائل، وهي في حال مستمرة منذ فترة في الداخل والخارج وتعمقت أخيراً في غزة، وصلت الى نتائج ايجابية وسادتها روح وطنية عالية. وهذه رسالة منا، نحن الفلسطينيين، الى أطراف عدة: أولاً الى المجتمع الدولي لتأكيد ان المشكلة ليست فينا نحن الفلسطينيين وليست في المقاومة الفلسطينية وانما المشكلة في الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه المتواصل على شعبنا. وبالتالي على المجتمع الدولي بكل أطرافه أن يدرك هذه الحقيقة وأن يسعى بجدية الى انصاف الشعب الفلسطيني ورفع الظلم عنه وأن يطرق الباب الصحيح وهو انهاء الاحتلال. ورسالة ثانية الى الدول العربية والاسلامية من أجل أن تقف الى جانب الشعب الفلسطيني الموحد حول قضيته وحقوقه وتدعم نضاله المشروع بكل الوسائل. ورسالة ثالثة الى الكيان الصهيوني تؤكد ان لا شيء ينهي هذا الصراع الا زوال الاحتلال". وهل يتناول البحث ابرام هدنة، أجاب:"هناك حديث عن التهدئة، لكن عن تهدئة مشروطة وبحيث يلتزم الاحتلال شروطاً محددة أبرزها وقف اشكال العدوان والاجتياح والاغتيال والقتل والافراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين. وفي حال التزم العدو هذه الشروط نحن في"حماس"وكذلك قوى المقاومة في صورة عامة لدينا استعداد للتعامل الايجابي مع موضوع التهدئة أو الهدنة الموقتة". ورداً على الحديث عن الشراكة السياسية قال مشعل :"نحن في هذه المرحلة معنيون بمسألتين: انتزاع حقوقنا من الاحتلال، وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة تحقيق الشراكة الحقيقية في القرار وترتيب مرجعية عليا للشعب الفلسطيني وتعزيز نهج المؤسسية والروح الديموقراطية والاصلاح الحقيقي لادارة الشأن الداخلي. بالتالي فحوارتنا هذه تتناول البعدين معاً. وهناك تفاهمات تشكل بداية لاستكمال البعد الداخلي لكن لا يزال امامنا شوط طويل يحتاج الكثير من الجدية والمسؤولية". وهل يمكن عقد جولة جديدة من الحوار في القاهرة، اجاب:"حتى الآن ليس هناك ترتيب محدد لكن نحن مستعدون وجاهزون لأي خطوة من هذا النوع كما حصل في الماضي". ورفض الحديث عن مرونة"حماس"في الداخل وتشددها في الخارج، قائلاً:"هذه لعبة مكشوفة مارسها العدو الصهيوني ليلعب في الوضع الداخلي الفلسطيني ويعكّر اجواء الحوارات الفلسطينية. والحقيقة اننا في"حماس"وجميع الفصائل لدينا مواقف واضحة تمثل الداخل والخارج، والاخ ابو مازن يعرف ذلك". وعن موقف"حماس"من اسلوب ابو مازن في الحوارات، قال:"هناك عموماً حال ارتياح الى جو الحوارات. والايجابية في اسلوب الحوار المتوافرة لدى الطرفين سواء طرف الاخ ابو مازن او طرف"حماس"وفصائل المقاومة. لكن العبرة في المتابعة والتمسك من جانب الجميع بالثوابت الوطنية الفلسطينية مثل انهاء الاحتلال وحق العودة والقدس وتحقيق السيادة الحقيقية على المناطق التي سينسحب منها الاحتلال". وعما اذا كان طرح على"حماس"الانضواء في منظمة التحرير، قال مشعل:"هذا احد عناوين الحوارات. ونحن منذ فترة طالبنا بتشكيل مرجعية عليا للشعب الفلسطيني ولا مانع لدينا ان تكون منظمة التحرير هي هذه المرجعية بعد اعادة بنائها على أسس سياسية، وتنظيم ديموقراطية جديدة". وعن احتمال انضمام"حماس"الى الحكومة الفلسطينية، قال:"هذا الموضوع ليس مطروحاً". وعن علاقته الشخصية ب"ابو مازن"اجاب:"نحن في حماس، وانا شخصياً، ندير علاقاتنا بقدر عال من الشفافية والمسؤولية الوطنية وهذا يجري مع الاخ ابو مازن وكان يجري مع الاخ ابو عمار وكل الاخوة في"فتح"والسلطة".