بدأ الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس"أبو مازن"، فور وصوله الى غزة امس، بالبحث مع قادة الاجهزة الامنية وحركة"فتح"في سبل وقف الهجمات العسكرية والصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية المسلحة، على ان يبدأ اليوم الاربعاء جلسات الحوار مع الفصائل، خصوصا"حركة المقاومة الاسلامية"حماس و"الجهاد الاسلامي". وتأتي هذه الجولة من الحوار الفلسطيني الداخلي، وهي الاولى من نوعها منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات وانتخاب عباس خلفا له، في ظل اجواء من التوتر والتصريحات والتصريحات المضادة. واستبق"ابو مازن"جولته الجديدة في غزة باصدار قرارات"لضمان التهدئة"التي اعلن اثناء حملته الانتخابية وقبلها وبعدها انها مطلوبة للعودة الى طاولة المفاوضات على المسار الفلسطيني -الاسرائيلي. لكن الفصائل المسلحة ردت على تصريحاته وقراراته بمزيد من العنف والتصميم وتأكيد استمرار العمليات العسكرية وشن الهجمات على المواقع والمستوطنات اليهودية داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة العام 6791 واراضي 48 ايضا. واعلنت"حماس"و"الجهاد"انهما ستؤكدان خلال الحوار مع عباس على ضرورة"ترتيب البيت الفلسطيني وحماية المقاومة". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مشير المصري الناطق باسم"حماس"قوله:"جرى اتصال معنا لاجراء لقاء مع الاخ ابو مازن في غزة وسنؤكد في هذا اللقاء ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية وبرنامج المقاومة وترتيب البيت الفلسطيني". واشار الى ان دعوة"ابو مازن"لوقف الهجمات على اسرائيل"موقف مرفوض ليس من حركة حماس فقط بل من كل الفصائل المقاومة، وخلال اللقاء سيكون هذا موقفنا وسنقوله". وقال محمد الهندي القيادي البارز في"الجهاد"ان حركته ستؤكد الثوابت الوطنية"وعدم العودة الى مفاوضات انتقالية طويلة الامد وعدم دفع مقابل للانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب"من قطاع غزة. لكنها ستؤكد في اللقاء مع"ابو مازن""حق المقاومة في التصدي للاحتلال"، مضيفا:"سنستمع لطلبات الاخ ابو مازن بما في ذلك بشان الهدنة، وسنناقشها في مؤسسات الحركة قبل ان نعطي موقفنا". وقالت لجان"المقاومة الشعبية"في بيان انها تعتبر دعوة عباس"قرارات فردية جائرة بحق المقاومة... وتصب في خدمة المصلحة الصهيونية من اجل القضاء على ورقة الضغط الوحيدة التي من شأنها تأديب الصهاينة واجبارهم على الركوع امام جبروت المجاهدين". وطالب البيان السلطة ورئيسها عباس"بالعدول عن مثل هذه القرارات والالتفات الى ترتيب البيت الفلسطيني على مبدأ الشركة السياسية مع الحفاظ على روح المقاومة". وطالبت اللجان عباس كذلك"بعدم اتخاذ اي قرار يخص المقاومة وسلاحها من دون الرجوع الى فصائل المقاومة التي تمثل النسبة الاكبر بين صفوف شعبنا الفلسطيني والتي تعتبر ان سلاحها خط احمر لا يمكن تجاوزه"مضيفا:"نؤكد باننا لن نلتزم اي قرار يؤخذ بشكل فردي ويبدو ان كل طرف من طرفي المعادلة الفلسطينية المنقسمين الى استراتيجيتين او موقفين، احدهما ضد عسكرة الانتفاضة، والاخر مع اعتبارها خيارا استراتيجيا، يحاول تعزيز مواقفه ورفع سقف مطالبه، قبل الدخول في حوار جدي قد لا ينتهي بما يتوقعه الشعب الفلسطيني المنهك الذي يسعى بعد اكثر من اربع سنوات من عمر الانتفاضة والقتل والتدمير الى أخذ قسط من"استراحة المحارب"تمهيدا لجولة جديدة من صراع يبدو انه لن ينتهي في ظل الحكومة الاسرائيلية الحالية.