اجرى الرئيس محمود عباس ابو مازن سلسلة من اللقاءات والحوارات مع قادة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركتي"فتح"و"الجهاد الاسلامي"ولجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية، وقادة اجهزة الامن في قطاع غزة، وذلك في ظل سعي دؤوب من جانبه للتهدئة، واصرار فصائل المقاومة على استمرار الانتفاضة والمقاومة وعدم اعلان اي وقف للنار ما لم يكن متبادلا مع اسرائيل. وقال الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري انه"تم بحث مسألة الهدنة في اللقاء بين ابو مازن وقياديي الحركة"في مكان لم يعلن عنه او عن موعده لاسباب امنية، وجرى في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الاربعاء، علما انه كان مقرراً امس الاربعاء. واضاف ابو زهري في تصريحات، ان الحركة ستدرس مسألة التهدئة في هيئاتها المختلفة، واصفاً اللقاء بأنه ايجابي وتم خلاله بحث مجمل القضايا ذات العلاقة بالشأن الفلسطيني، وساده حرص من كلا الطرفين على تغليب مصلحة الشعب الفلسطيني والحفاظ على الوحدة الوطنية. وجاء اللقاء بعد ساعات قليلة من الهجوم الذي نفذه مقاتل من"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة"حماس"عمر طبش 21 عاما في حاجز المطاحن العسكري الاسرائيلي، وقتل فيه ضابط رفيع من جهاز الامن العام الاسرائيلي شاباك، وأصيب اربعة آخرون بجروح. ومثل"حماس"في اللقاء الدكتور محمود الزهار والشيخ اسماعيل هنية والشيخ سعيد صيام والدكتور نزار ريان وابو زهري ومشير المصري. وكان"أبو مازن"التقى فور وصوله غزة مساء اول من امس، وفداً قيادياً من حركة"فتح"، ضم كلا من عضو اللجنة المركزية للحركة الدكتور زكريا الآغا، ونائب امين سر المجلس الثوري للحركة صخر بسيسو، وعضو اللجنة المركزية سمير المشهراوي، واستمع منهم الى نتائج حواراتهم مع حركتي"حماس"و"الجهاد". ويسعى"أبو مازن"الى التوصل الى هدنة مع فصائل المقاومة التي ترفض حتى الآن وقفا للنار غير متبادل مع اسرائيل لضمان وقف عمليات الاغتيال والاجتياح والقتل والتدمير، وهي المناخات اللازمة لعودة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للمفاوضات المجمدة منذ اندلاع الانتفاضة قبل اكثر من اربع سنوات. ولا يخامر"ابو مازن"اي شك في ان الفصائل ستلتزم في النهاية الهدنة، معتمدا في ذلك على المسؤولية التي يشعر فيها قادة الفصائل، وقدرتهم على تفهم مصالح الشعب الفلسطيني ومشاعره والظروف المحلية والاقليمية والدولية التي تمر بها القضية كما يعتمد"ابو مازن"على خبرته ومستشاريه في التوصل الى هدنة سابقة احادية مع الفصائل صيف عام 2003، والتي انهارت بعد اكثر من 50 يوما لم تتوقف خلالها قوات الاحتلال عن تنفيذ عمليات عسكرية واغتيالات في الاراضي الفلسطينية. واكد النائب زياد ابو عمرو الذي شارك في اجتماع"ابو مازن"و"حماس"ان الجانبين"اقرب الي اتفاق وطني اليوم اكثر من اي وقت ويرى مراقبون ان مهمة قوى الامن المشتركة التي يتعين عليها الانتشار على طول الشريط الفاصل بين اراضي القطاع واراضي عام 1948 خط الهدنة شرقا وشمالا، والحدود مع مصر جنوبا ستكون اسهل في حال وافقت الفصائل على هدنة يتم خلالها وقف اطلاق الصواريخ وشن الهجمات على اهداف اسرائيلية. لكن هذه المهمة ستكون شاقة جدا، وربما تؤدي الى صدامات واقتتال داخلي في حال لم توافق الفصائل على الهدنة. وكان"ابو مازن"بحث في هذا الشأن مع قادة الاجهزة الامنية في قطاع غزة سبل نشر نحو 750 عنصرا من قوة مشتركة من اجهزة امنية مختلفة تم تشكيلها خلال الاشهر الاخيرة، وانشاء غرفة عمليات لها، وتكون مهمتها ضمان الهدوء وعدم تنفيذ عمليات او هجمات فدائية ضد اهداف اسرائيلية داخل القطاع وخارجه.