ارتفعت اسعار النفط في بداية تعاملات الاسبوع امس الاثنين ليقترب سعر الخام الاميركي من 50 دولاراً للبرميل، بسبب موجة بادرة اجتاحت شمال شرقي الولاياتالمتحدة ما زاد الطلب على وقود التدفئة. وأبقت اجواء الشكوك المحيطة بالانتخابات العراقية المقررة الاحد المقبل، وباجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط"اوبك"على الاسعار قرب أعلى مستوياتها في ثمانية أسابيع، مدعومة بمضاربات صناديق التحوط التي تسعى الى تعزيز مراكزها الدائنة تدرجاً. وارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 41 سنتاً الى 46.14 دولار للبرميل تسليم آذار مارس المقبل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف 53 سنتاً الى 49.06 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"ارتفع الجمعة الى 41.63 دولار للبرميل من 40.68 دولار الخميس. وأبقت موجة البرد التي ضربت شمال شرقي الولاياتالمتحدة، وهي أكبر منطقة من حيث الطلب على وقود التدفئة في العالم، درجات الحرارة منخفضة بشدة عن متوسطها في مثل هذا الوقت من السنة. وافادت توقعات الارصاد الجوية الجمعة ان الطقس سيعود لطبيعته الثلثاء. ويشعر المتعاملون بالقلق من أن تؤدي موجة البرد الراهنة الى خفض المخزونات، التي لا تزال أقل من مستوياتها العام الماضي على رغم الدفء غير المعتاد في النصف الاول من فصل الشتاء في النصف الشمالي. وارتفع سعر وقود التدفئة 1.4 في المئة، الى أعلى مستوياته في شهر مسجلاً 1.4086 دولار للغالون. ويخشى المتعاملون من أن تتصاعد الهجمات ضد البنية الاساسية النفطية في العراق حتى موعد الانتخابات في 30 كانون الثاني يناير أو بعدها، وهو اليوم نفسه الذي تعقد فيه"أوبك"اجتماعها للبحث في سياسات الانتاج. ومن شأن أي اضطراب في صادرات العراق اضافة ضغوط جديدة للمعروض الدولي، الذي لا يزال يعاني من توقف انتاج نحو 500 الف برميل في نيجيريا والنروج وخليج المكسيك وكندا. وقالت"أوبك"الجمعة ان المخزونات ترتفع هذا الشتاء، وهي فترة عادة ما تنخفض فيها المحزونات، لكن الزيادة محدودة بسبب نمو الطلب الذي جاء أكبر من المتوقع. ويشعر بعض أعضاء"أوبك"بالقلق من أن زيادة كبيرة في المخزونات في فصل الشتاء قد تدفع الاسعار الى الانخفاض بدرجة كبيرة في الربيع عندما يتراجع الطلب موسمياً. لكن المحللين يقولون ان المنظمة لن تقدم على خفض الانتاج مرة أخرى بسبب اقتراب سعر النفط من 50 دولاراً للبرميل. وقال وزير المناجم والطاقة الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو:"سنرى ما يستجد قبل اجتماع اوبك في فيينا، الا انه في ضوء التطورات الراهنة في السوق ينبغي لأوبك مد العمل بحصص الانتاج الحالية لان سعر النفط لا يزال مرتفعاً". وقال وزير النفط الايراني بيجان زنقانة ان اسواق النفط ربما تكون متخمة بنحو مليون برميل يومياً من المعروض الزائد،"لكن ذلك لا يعني اننا سنخفض الانتاج". واتفق أعضاء"أوبك"على وقف تجاوزات الانتاج البالغة مليون برميل يومياً اعتبارا من مطلع كانون الثاني، محددين سقف الانتاج عند 27 مليون برميل يومياً. ودفع الطلب القوي والمخاوف المتعلقة بالامدادات صناديق التحوط الى العودة تدرجاً الى تعزيز مراكزها في سوق النفط. وعلى صعيد العرض ايضاً، قالت مؤسسة"بترولوجيستكس"الاستشارية المتخصصة في رصد حركة ناقلات النفط ان منتجي النفط في"اوبك"ينتجون 29.6 مليون برميل يومياً في كانون الثاني، بانخفاض 800 الف برميل يومياً عن مستويات الانتاج في كانون الاول ديسمبر. وانخفض الانتاج السعودي 500 الف برميل يومياً، الى 9.3 مليون برميل يومياً حسبما ذكرت المؤسسة في تقديراتها الاولية للشهر.