ينتظر ان تعقد المعارضة اجتماعاً موسعاً فور صدور مشروع قانون الانتخاب عن مجلس الوزراء لمناقشته ثم تحديد موقفها النهائي بعد تنسيق موقفها مع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والاطلاع على ما لديه من ملاحظات على التقسيم الخاص ببيروت. وقالت مصادر في المعارضة انها ارجأت تحركها على المستويين الشعبي والسياسي الى ما بعد تقويمها المشروع ومعرفة ما اذا كان يستهدف قوى معينة في اشارة مباشرة الى الحريري. ولفتت الى انها لن تتسرع في اتخاذ موقفها إلا بعد التشاور مع الحريري الذي يعود لطبيعة احتجاجه تحديد المسار العام لتحرك المعارضة، مؤكدة ان الموقف من المشروع مرتبط بخلفية الموقف الذي سيتخذه رئيس الحكومة السابق مع معرفتها المسبقة بأنه سيكون احد ابرز المستهدفين في التقسيم الانتخابي الذي سيعتمد للدائرتين الثانية والثالثة في بيروت. وتوقعت مصادر في المعارضة انضمام الحريري الى صفوفها في حال لم يطرأ تعديل جذري على التقسيم المتداول للدائرتين الثانية والثالثة، وقالت انها اصبحت في صورة الموقف الذي سيصدر عنه، لكن التريث ضروري الى حين صدور مشروع القانون بصيغته النهائية ليكون في مقدورها التوافق على الخطوات التي ستلجأ إليها، ليس للتعبير عن رفضها وتضامنها فحسب، وإنما من اجل تنظيم صفوفها داخل المجلس النيابي مع استعداده لمناقشة المشروع والتصديق عليه. وأوضحت ان الحريري سيكون رقماً اساسياً في المعارضة في حال هدف تقسيم الدائرة الثانية الي تقليص نفوذه في العاصمة لمصلحة اطراف في الموالاة من خلال حشد اكبر عدد من القوى في مواجهته. واستبعدت ان تكون لدى الحريري نية الدخول في صفقة انتخابية تحت وطأة التهويل عليه. وقالت انه لن يكون معادياً لسورية مهما حاول البعض استهدافه لكنه سينضم الى المعارضة مع حفاظه على الثوابت التي تميزه عن البعض فيها. من جهة ثانية، قال رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط العائد من روما بعد مقابلته البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير ورئيس وزراء دولة الفاتيكان المونسنيور انجلو سودانو ووزير خارجيتها الجديد المونسنيور ايولو، انه يضع زيارته في اطار التوجه الى المجتمع الدولي والتأكيد ان المعارضة خرجت من اطارها الضيق والمحدود الى رحاب المعارضة الوطنية الشاملة في سبيل تحقيق الهدف المشترك وهو الاستقلال والسيادة والنظام الديموقراطي، علماً ان الفاتيكان يتابع عن كثب تحرك المعارضة الوطنية. ولفت جنبلاط الى ان هناك واقعاً جديداً في لبنان"نتوجه في اطاره الى المجتمع الدولي"، مؤكداً الخصوصية التي يتمتع بها لبنان، وضرورة حشد قوى المعارضة في جبهة سياسية واحدة. وفي هذا السياق توقعت مصادر مقربة من جنبلاط قيامه بسلسلة لقاءات تشمل قوى معارضة في مناطق البقاع والشمال والجنوب للبحث معها في امكان التنسيق لخوض المعارك الانتخابية على لوائح موحدة، وقالت انه يتعاطى بانفتاح ومرونة مع شخصيات وقوى لم يكن على علاقة جيدة معها في السابق، موكدة انه يملك من الحرية ما يساعده على استنهاض المعارضة على اساس توحيد شعاراتها التي يجب ان تتجاوز فيها الانتخابات الى الشأن العام في البلد.