سعت اسرائيل إلى خفض أجواء التفاؤل التي اشاعها الرئيس محمود عباس ابو مازن عن قرب التوصل الى اتفاق هدنة مع الفصائل الفلسطينية، عندما أعلنت انها تسعى الى التفاوض مع"ابو مازن"على"اتفاقات مرحلية"وليس على"اتفاق نهائي"، معتبرة انه متصلب في قضايا الصراع الاساسية. راجع ص5 ونقلت وكالة"رويترز"عن زلمان شوفال مستشار رئيس الوزراء ارييل شارون قوله:"لن يكون أبو مازن قادراً أكثر من الرئيس ياسر عرفات على التوصل الى حلول وسط في القضايا الرئيسية. ولما كانت الحال كذلك، فمن الواضح ان التفاوض على اتفاق نهائي الآن من شأنه ان يفضي الى كارثة". واضاف:"للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مصلحة في تأجيل هذا الاتفاق على حل نهائي الى وقت آخر". وتابع في معرض توضيح رؤيته في خصوص اقامة دولة فلسطينية موقتة في الضفة الغربية وقطاع غزة:"في رأيي لن يكون هناك اتفاق نهائي في جيلنا". ويتناقض هذا الموقف مع الترحيب الاسرائيلي الأخير بتحركات"أبو مازن"نحو التهدئة والدعوات الى دعمه من خلال تقديم"بادرات حسن نية"اسرائيلية تجاهه. إلا أن موقف شوفال يعكس رأي عدد من وزراء"ليكود"ممن حذروا أمس من ان يعرض"أبو مازن"أمام المجتمع الدولي خطواته الأخيرة على انها تنفيذ للمرحلة الأولى في"خريطة الطريق"، ليضع اسرائيل أمام استحقاقات المرحلة الثانية، مرحلة التفاوض من أجل اقامة الدولة وحل القضايا النهائية في الصراع. وكان"أبو مازن"اشاع أجواء من التفاؤل عندما توقع التوصل"في القريب العاجل"الى اتفاق هدنة مع الفصائل، مشيراً في حديث خاص لقناة"فلسطين"الفضائية الى تحقيق"تقدم كبير جداً"في الحوار الفلسطيني - الفلسطيني. لكنه اضاف ان على الجانب الاسرائيلي مسؤوليات يجب عليه الاضطلاع بها ومنها"وقف اعتداءاته ضد شعبنا ومدنه وقراه وعدم ملاحقة المطاردين وإعادة المبعدين الى مدنهم والأهم قضية الأسرى والمعتقلين". ويأتي اعلان"أبو مازن"ليضع حداً للتكهنات في شأن التوصل الى هدنة، والتي بدأها وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز عندما أعلن توصل الرئيس الفلسطيني الى هدنة لمدة شهر مع"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"، وهو ما نفته الحركتان اللتان اشارتا الى استحالة القبول بأي هدنة من جانب واحد ومن دون التزامات واضحة من الاحتلال بوقف عدوانه والاستجابة لشروط الفصائل وفي مقدمها اطلاق المعتقلين. واعتبرتا ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي. وتشير التقديرات الى ان"حماس"لن تعطي موافقتها النهائية على الهدنة قبل ان يعود"أبو مازن"الى غزة بعد أيام ليعرض على قادتها ما استطاع تحصيله من ضمانات أميركية ومصرية واسرائيلية لوقف العدوان الاسرائيلي.