تستضيف "الاكاديمية الملكية للفنون" في لندن أكبر عرض للتحفيات التركية تحت عنوان"الترك : رحلة ألف عام"، تمتد من 600 الى 1600 بعد الميلاد. افتتحت الاكاديمية أبوابها للعامة أول من أمس لتأخذ الزوار في رحلة طويلة تمزج السياسة بالفن والتاريخ بالثقافة، من خلال 350 قطعة نادرة تروي قصصاً متنوعة عن تاريخ الاتراك وحضارتهم. بعد تحضيرات استمرت 14 شهراً، وهو وقت قصير نسبياً لانجاز مثل هذا المعرض، وبرعاية مادية من شركات عدة، وصلت الى 795 ألف جنيه استرليني، افتتح المعرض الأكبر للتراث التركي. وجمعت المعروضات من 37 جهة و11 دولة. واخذت أكبر مجموعة من التحف قصر"توبكابي"و"متحف الفنون التركية والاسلامية"في اسطنبول. واستعير بعضها الآخر من"المتحف البريطاني"في لندن، ومتحف"اللوفر"في باريس، ومتحف"ارميتاج الوطني"في سان بطرسبورغ. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تجمع هذه القطع تحت سقف واحد خارج تركيا. ويشرف على العرض ثلاثة من أشهر الخبراء في الثقافة التركية وتأثيراتها في الثقافات الأخرى. وتعاون فيليز تشاغمان، مدير متحف قصر"توبكابي"، ونازان اولتشر، مديرة متحف"ساكيب يابنكي"، وديفيد روكسبور، بروفسور الفن الاسلامي في جامعة هارفارد، في ترتيب هذا العرض. وأعرب روكسبور عن"شعور استثنائي للمشاركة في عمل على هذا النطاق". في لقاء مع الصحافة العالمية قبل افتتاح المعرض دار نقاش طويل في تسمية العرض، فلم يرد المنظمون الايحاء ل"تركيا"الدولة العصرية، بل لترك الذين امتدت سيطرتهم على بلدان عدة حتى وصلت الى اوروبا والصين. لذلك تقرر تسمية المعرض"الترك: رحلة ألف عام". ويبين المعرض تأثير ثقافات مختلفة كالثقافة الاسلامية وأجناس مثل المغول والايرانيين على الترك وتركيا العصرية، ويظهر ذلك عبر الدول التي أتت منها الكثير من الأثريات، مثل العراق وايران والصين وسورية. قسم المعرض إلى 11 قاعة، كل واحدة مخصصة لفترة زمنية محددة، ازدهر فيها فن معين على أيدي الحرفيين الأتراك الذين كانوا يتنافسون للحصول على رضا الحكام. كل قاعة تبين نمطاً فنياً معيناً برز في عصر من العصور، كما يظهر تأثير الحاكم على طراز الفن السائد في حينها وتبدأ حكاية الأتراك في القاعة الأولى التي تقدم الأتراك للزائر، اذ سجلت كلمة"ترك"لأول مرة في القرن السادس ميلادي. وتمر القاعة الثانية والثالثة بآسيا الوسطى في الفترة الممتدة بين 600 و1000 ميلادي والى حكم السلاجقة. وخصصت القاعة الرابعة لرسوم محمد سياح قلم من القرن الرابع عشر في أسيا الوسطى. وترصد القاعة الخامسة فترة القرن الثالث عشر حتى الخامس عشر حيث توجد ألبسة حربية اشتهرت في ذلك الزمان. ومن بين المعروضات في هذه القاعة خوذة ذهبية مرصعة بالزمرد والشذر تعود إلى القرن السادس عشر، إضافة الى سيوف وبدلات معدنية. وترصد مخطوطات القاعة السادسة القرون من الثالث عشر حتى السادس عشر. وتأخذ المعروضات في القاعات من السابعة حتى الحادية عشرة، نمطاً مختلفاً حيث تعرض الفنون التي ازدهرت اثناء ايام الامبراطورية العثمانية. ففي القاعة السابعة، تعرض لوحة لمحمد الفاتح الذي فتح اسطنبول. وتعود اللوحة التي رسمها بليني التي تعرض عادة في"المعرض الوطني"في لندن، الى العام 1480. وفي القاعة التاسعة نسخ ذهبية من القرآن الكريم وثروات من عصر سليمان العظيم الذي حكم الامبراطورية العثمانية من 1529 حتى 1566. وينتهي العرض في القاعتين العاشرة والحادية عشرة اللتين تتميزان بالفن العثماني من أرجاء الامبراطورية كافة. لاقى العرض اقبالاً كبيراً من المهتمين بالفنون التركية والاسلامية، كما انه حصل على تغطية اعلامية مكثفة في المملكة المتحدةوتركيا، إضافة الى بلدان أوروبية تسعى إلى معرفة المزيد عن دولة مجاورة تحاول دخول النادي الأوروبي.