سرت، بنغازي، بروكسيل - أ ف ب، رويترز - حققت قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي تقدماً على جبهة سرت، ودخلت الى المدينة من جهتها الشرقية وسيطرت على الميناء، لكنها اضطرت إلى التراجع على جبهة بني وليد تحت وطأة قصف مكثف من قوات الديكتاتور الفار معمر القذافي الذي أكد أمس وجوده في ليبيا «بانتظار الشهادة». وكان لافتاً أمس تأكيد مصادر متطابقة أن المجلس الانتقالي قرر إرجاء تشكيل الحكومة الموقتة، إثر مشاورات صعبة، إلى «ما بعد التحرير» النهائي للأراضي التي تسيطر عليها قوات القذافي. وقال عضو المجلس عن منطقة الجفرة مصطفى الهوني: «انتهت المشاورات إلى إرجاء إعادة تشكيل الحكومة إلى ما بعد التحرير». وأوضح مسؤول آخر طلب عدم كشف اسمه أن القرار جاء «تفادياً لتشكيل حكومة قد تعمر أياماً معدودة قبل أن يتم تشكيل الحكومة الانتقالية لفترة ما بعد التحرير». وكان رئيس المجلس مصطفى عبدالجليل أعلن السبت الماضي أن الحكومة ستعلن «خلال أسبوع»، رغم المشاورات المتعثرة لتشكيلها التي تخفي صراعاً محموماً على السلطة بين الثوار. ميدانياً، قال القيادي العسكري في سرت مصطفى بن درداف إن «مواجهات جرت خلال الليل ونسيطر الآن على الميناء» في سرت. وأكد قائد «لواء الفاروق» المتمركز خارج المدينة تهامي الزياني أنه يجري مفاوضات مع شيخ من قبيلة القذافي داخل المدينة المحاصرة للتوصل إلى هدنة. وقال إن أحد الشيوخ الذي لم يعرفه بالاسم اتصل به وطلب هدنة وممراً آمناً لأفراد القبيلة وقوات القذافي للخروج. ولفت إلى أنه وافق على خروج عائلات قبيلة القذافي، وأنه ما زال في مفاوضات للوصول إلى اتفاق في شأن إلقاء القوات الموالية للقذافي السلاح ومغادرة المدينة. وأضاف أنه لم يتطرق إلى تفاصيل، ولم يتحدث كثيراً مع شيخ القبيلة عن كيفية خروجهم، لكن السيناريو طبقاً لتصوره هو التخلي عن سلاحهم. في المقابل، تراجع مقاتلو المجلس عن مواقع سبق أن سيطروا عليها في بني وليد. وقال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبدالله كنشيل إن «الثوار تراجعوا عن مواقعهم بسبب كثافة النيران التي تطلقها القوات الموالية للقذافي من داخل المدينة باتجاه مواقع مقاتلينا». وأضاف أن «هناك مناوشات في الوقت الحالي والقوة التي تقاوم في الداخل تبدو وكأنها قوة محترفة تجيد استخدام الأسلحة الثقيلة». وقال القائد العسكري محمد الصديق: «نواجه مقاومة شرسة ولهذا السبب نستخدم المدفعية الثقيلة من دون أن نرسل قوات في الوقت الراهن، لكن كل شيء بات تحت السيطرة»، في إشارة إلى انتهاء غياب التنسيق بين القوات الموالية للمجلس. وظهر القذافي أمس بكلمة صوتية نشر موقع تابع لنظامه نصها، ليؤكد أنه ما زال موجوداً في ليبيا وينتظر «الشهادة» فيها خلال تصديه «للغرب وعملائه التافهين». وقال في كلمة وجهها عبر «إذاعة بني وليد»: «كان الصمود وكان الاستشهاد للأبطال ونحن بانتظار الشهادة». وأضاف موجهاً حديثه إلى أنصاره من أبناء قبائل ورفلة الذين يتصدون لمقاتلي المجلس الانتقالي في بني وليد وسرت: «انتم تعيدون سيرة أجدادكم بجهادكم هذا وأنا معكم في الميدان. يكذبون ويقولون القذافي في فنزويلا ومن ثم النيجر. لا يعلم هؤلاء العملاء الشراذم أنني بين أبناء شعبي وستصدمهم الأيام بما لم يتوقعوا».