تراجع الثوار الليبيون عن مواقع سبق أن سيطروا عليها في بني وليد التي يريدون شن هجوم أخير عليها، بعد سيطرتهم على مرفأ سرت. وذكر أحد قادة المجلس الانتقالي مصطفى بن درداف أمس أن مواجهات جرت بين الثوار والموالين للقذافي للسيطرة على ميناء سرت، لافتا إلى أنهم دحروا خصومهم باستخدام الأسلحة الثقيلة، مشيرا إلى أنهم تعرضوا أمس لقصف كثيف من قوات القذافي من دون أي تغيير في المواقع. وعلى جبهة بني وليد، قال مسؤول التفاوض عن جانب الثوار عبدالله كنشيل إن الثوار تراجعوا عن مواقعهم بسبب كثافة النيران التي تطلقها القوات الموالية لمعمر القذافي من داخل المدينة باتجاه مواقع مقاتلينا، مشيرا إلى أن المناوشات استمرت طويلا، والقوة التي تقاوم في الداخل تبدو وكأنها قوة محترفة تجيد استخدام الاسلحة الثقيلة. من جهة أخرى، كلف المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس مجددا الدكتور محمود جبريل لإعادة تشكيل المكتب التنفيذي وتأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة المؤقتة، إلى حين تحرير البلاد من بقايا كتائب القذافي. إلى ذلك، أفاد محامو رئيس الحكومة الليبية السابق البغدادي المحمودي أمس، أن القضاء التونسي برأ موكلهم من تهمة الدخول غير الشرعي إلى تونس، موضحين أن الدفاع طالب بإطلاق سراح المحمودي بحجة عدم وجود خرق للقوانين التونسية. بدوره، أعلن وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أمس، أن بلاده والمجلس الانتقالي الليبي سيشكلان لجان عمل لدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك بصورة رسمية. أما في ما يتعلق بمصير القذافي، أكد الزعيم الليبي الهارب إنه ما زال موجودا في ليبيا وينتظر «الشهادة» فيها خلال تصديه «للغرب وعملائه التافهين»، بحسب ما نقل عنه أمس موقع قناة الليبية التابعة للنظام السابق. وقال القذافي في كلمة وجهها عبر إذاعة مدينة بني وليد أحد آخر معاقله، ونشر نصها موقع الليبية «كان الصمود وكان الاستشهاد للأبطال ونحن بانتظار الشهادة». وفي السياق ذاته، عرضت قناة تلفزيون الرأي صورا أمس، لما قالت إنه سيف الإسلام ابن معمر القذافي تعود إلى 20 سبتمبر وهو يحشد قواته، فيما يبدو في واحد من المعاقل الأخيرة القذافي التي تطوقها الآن قوات المجلس الانتقالي.